فرض الله خمس صلوات على المسلمين أتباع الرسالة المحمدية، وجعلها فرصة غانمة لهم حتى يكونوا على اتصال دائم به، يناجونه ويتقربون بها إليه، ويدعونه ويطلبون منه الرضا والعفو والمغفرة عنهم، كما يدعون فيها إلى الآخرين بأن يصلحهم الله تعالى ويجعلهم من المقربين إليه ويغفر لهم خطيئاتهم وهذا من ناحية الأهداف التعبدية، أما الهدف الآخر من أهداف الصلاة أنها تعمل على زيادة منسوب الأخلاق عند الإنسان وتهذب نفسه وتريح فؤاده حيث أنها تذهب الهم والغم عنه وهذا يكون عن طريق أن القرب من الله – عز وجل – يساعد الإنسان على أن يعرف صفات الله تعالى حق المعرفة، ويجعلها نصب عينيه دائماً وفوراً ستبدأ هذه الصفات بالانعكاس عليه، وستبدأ نفسه بالتهذيب وستحل بركات الله تعالى عليه. ولتحقيق ذلك يجب أن تكون الصلاة بخشوع كبير فالصلاة بلا خشوع هي أشبه بالتمرينات الرياضية التي تنشط الدورة الدموية والأجهزة الحيوية في جسم الإنسان.
فرض الله تعالى على المسلمين صلوات خمس: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، حيث تصلى هذه الصلوات لهذا الترتيب على امتداد وطول اليوم إضافة إلى أن هذه الصلوات هي صلوات تصلى في أوقات معينة فقط ولا يجوز تأجيلها إلى أوقات أخرى، إلا في الحالات الاضطرارية التي حددها الشارع الحكيم، من ضمنها المرض أو الانشغال بأمر هام جداً كطبيب في غرفة العمليات على سبيل المثال وغيره من الأمور التي لا يستطيع فيها الإنسان أن يترك ما يعمله بسبب خطورة الموقف وحساسيته الشديدة، فأي ترك أو أي إهمال أو تقاعس في أداء هذه الأعمال قد يؤدي في حالة من الأحوال إلى ترك الصلاة قسراً وإجباراً.
في هذه الأحوال التي يضطر الإنسان فيها إلى ترك الصلاة، توجب عليه أن يقضيها حتى ينال الأجر الكبير من الله عز وجل، وقضاء الصلاة يكون مع الصلاة التي تليها وبالترتيب، فمثلاً إن نسي شخص ما صلاة الظهر يقضيها مع العصر، فيصلي الظهر قبل صلاته صلاة العصر، وكذلك الأمر إن لم يستطع شخص ما صلاة العديد من الصلوات كالعصر والمغرب – على سبيل المثال – حيث يقوم الإنسان بصلاة هاتين الصلاتين مع صلاة العشاء وأيضاً يتوجب عليه أن يراعي الترتيب في أداء هذه الصلوات، حيث يصلي أولا العصر ثم المغرب ثم العشاء. فقضاء الصلوات أمر سهل جداً وهو من باب تيسير الله تعالى على الناس وعلى عباده في وهو من باب مراعاة الظروف التي قد يمر بها أي شخص من الأشخاص.
