هضبة الشطوط
هضبة الشطوط هي مظهر من مظاهر السطح (التضاريس) في بلاد المغرب العربي الواقعة في شمال قارة إفريقيا، وتقع هذه الهضبة بين جبال أطلس الشمالية وأطلس الجنوبية، وتنتشر فيها البحيرات الملحية التي تكونت في الأزمنة الجيولوجية القديمة.
الهضبة هو مصطلح جغرافي يطلق على المناطق الصخرية الواسعة التي يكون ارتفاعها أقل من التل وأكثر من السهل، والشطوط مصطلح يطلق على المناطق التي تنتشر فيها البحيرات التي تتجمع بها مياه الأمطار في الشتاء ولكون المنطقة صخرية فإن هذه البحيرات تحافظ على المياه فيها طيلة فصل الصيف وبسبب ارتفاع معدلات التبخر صيفا ترتفع بهذه البحيرات نسبة الأملاح ( فهي بحيرات ملحية).
نوع الصخور في هضبة الشطوط نارية قاسية ترسبت فوقها طبقة من الصخور الكلسية، وتكونت هذه الطبقة بفعل عوامل التعرية إذ تقوم هذه العوامل بعمليات الحت، والتقشير، والترسيب، في نفس الوقت تنتشر في هذه الهضبة الواسعة قمم جبلية صغيرة تقسمها إلى هضاب صغيرة.
المناخ
يسود هذه الهضبة إقليم البحر الأبيض المتوسط كباقي مناطق شمال إفريقيا، والخصائص والظروف المناخية لإقليم البحر الأبيض المتوسط هي أمطار شتوية غزيرة، مع تساقط الثلوج على القمم الجبلية، وصيف حار جاف طويل معتدل في المناطق المرتفعة، ويظهر بفي ذه الهضبة تأثير ونتائج واضح للرياح البحرية القادمة من البحر المتوسط والمحيط الأطلسي هذا في المناطق الشمالية أما المناطق الجنوبية من الهضبة فتهب عليها رياح جافة إذ تحجب السلاسل الجبلية الأمطار عنها، وكلما اتجهنا إلى الجنوب يسود المناخ الصحراوي إذ تقل الأمطار حتى تصل إلى مستوى الندرة.
الغطاء النباتي
يعتبر إقليم البحر الأبيض المتوسط إقليم أشجار بسبب صيفه الطويل لذلك تنتشر في هذه المناطق الغابات دائمة الخضرة خاصة المناطق الجبلية مثل أشجار السنديان، والصنوبر، والسرو، بالإضافة إلى الأشجار المثمرة وأهمها أشجار الزيتون فهي تغطي مساحات واسعة من السهول، وتعتبر المملكة المغربية والجمهورية التونسية من أكثر الدول اإتاجا لزيت الزيتون.
يتناقص الغطاء النباتي كلما اتجهنا إلى الجنوب فيغلب على السطح غطاء من الحشائش والأعشاب القصيرة ويعتمد عليها مربو المواشي كعمل رئيسي لهم.
مصادر الماء
تعتبر دولة المغرب العربي من أغنى دول المنطقة بالمياه خاصة في المناطق الشمالية بسبب الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء مع تراكم الثلوج على القمم الجبلية فتنساب هذه الأمطار إلى السهول التي تمتد بين الجبال فتتخزن في الأرض مكونة خزانات تغذي الأنهار التي تنبع من سفوحها، لذلك نلاحظ كثرة الأنهار دائمة الجريان التي تخترق السهول لتصب في البحر الأبيض المتوسط شمالا أو المحيط الأطلسي غربا.