قمة الإفرست
يعتبر جبل إفرست أعلى جبل في العالم، وهو يقع في سلسلة جبال الهمالايا، بحيث يصل ارتفاع قمته إلى 8848م، ويرتفع حوالي 9كم عن سطح البحر، وقد اختلف المسّاحون في تحديد الارتفاع الدقيق لجبل الإفرست، لكن في أوائل القرن التاسع عشر تكفّلت بعثة بريطانية بمسح هذا الجبل، وأكدت أن ارتفاعه يبلغ 8848م، بينما أكّد التقدير غير الرسمي الشائع أنّ ارتفاعه هو 8882م، وسمّي هذا الجبل باسم مدير عام المساحة (جورج إيفرست).
يعد جبل إفرست من الجبال حديثة العمر من الناحية الجيولوحية، فهو تشكّل من طبقات الحجر الجيري، التي لا تزال تندفع من أسفل إلى أعلى بسبّب تحركات الكتلة الأرضية، وتغطّي أطراف هذا الجبل هذا الجبل طبقات كثيفة من الثلوج، وتحيط به ظروف مناخية غير مناسبة نهائياً لتعايش النباتات والحيوانات.
إدموند هيلاري أوّل من تسلق قمة الإفرست
قاد نورمان ديهرنفورس بعثة أمريكية لتسلق جبل الإفرست، وفي الأول من أيّار تمكّن توماس هورنباين، ووليم إنسولد من تسلق الجهة الغربية الصعبة لجبل الإفرست، وفي ذلك الوقت كان هما أول شخصان يتمكّنان من تحقيق هذا العمل، كما قام دوجال هاستون، ودوج سكوت بتسلق الجبل، بالغين قمته من الجانب الجنوبي الغربي، وكان ذلك ضمن بعثة تسلق بريطانية، أمّا الجانب الشمالي من الإفرست فقد تمكّن تاكاشي أوزاكي وتسونيو شيجيهيرو من تسلقه.
استمرّت المحاولات والإنجازات من عدد من الدول والجنسيات، لكن لم يتمكّن أحد من بلوغ قمته، حتى جاء إدموند هيلاري وحاول للمرة الأولى تسلق قمة الإفرست لكنه لم ينجح، لكن الحكومة الإنجليزية قامت بتكريمه تقديراً لجهوده، وعلى الرغم من فشله في المرة الأولى إلا أنّه لم ييأس، فحاول للمرة الثانية، وبالفعل قد حقق هذا الهدف برفقة شيربا تنزينج، وكان هذا في التاسع والعشرين من أيار لعام ألف وتسعمائة وثلاثة وخمسين، هذا الحلم الذي قد طمح الكثير من المغامرين لتحقيقه، فمنهم من فشل ومنهم من دفع حياته ثمناً لذلك، قد حققه هيلاري وكان هذا وعده حين دخل البرلمان ليكرم، بينما الجميع يصفقون له ويرحبون به، وقف أمام صورة قمة الإفرست، وأشار بيده نحوها ثم قال: (قد ربحت أنت هذه المرة، أنت كبير بقدر ما ستكون، ولكني أنا الأكبر باستمرار).
دراسات حول موت المتسلقين
لم يتم التوصل لنتائج موثوقة لتحديد السبب الرئيسي في موت الاشخاص الذين يتسلقون الإفرست، لكن وجدت الدراسات بعض العوامل التي تؤدي لذلك، كالوذمة الدماغية التي تحدث عند بلوغ الارتفاعات العالية، والتي على الأغلب يواجهها المتسلّقون عند النزول من القمة التي تسمى (منطقة الموت)، والتي يبلغ ارتفاعها 8000م، أيضاً يتوقّع الباحثون أنّ الانهيارات الثلجيّة والبرودة الشديدة من الما هى اسباب التي تؤدي لموتهم.