عبد الملك بن مروان
عبد الملك بن مروان هو خامس الخلفاء الأمويين، أما نسبه فهو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي، تولى الخلافة في عهد أبيه بعد أن بويع عليها، أمه هي عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية الأكبر القرشي، كانت عائلته تعيش في مكة المكرمة ثم انتقلت إلى المدينة المنورة في عهد عثمان بن عفان.
ولادته
ولد عبد الملك بن المروان في عام 26 للهجرة في المدينة المنورة، وكان أبوه والياً على المدينة المنورة في عهد معاوية بن أبي سفيان، حفظ القرآن الكريم وفي كبره درس العلوم الإسلامية وكان من المتفوقين فيها وكان أيضاً أديباً وشاعراً وخطيباً وقد أطلق عليه باسم أبو الملوك، وذلك لأنه بعد وفاته تولى أربعة من أبنائه الخلافة وهم الوليد بن عبد الملك بن مروان ويزيد الثاني وسليمان وهشام.
خلافته
تولى عبد الملك بن مروان الخلافة عام 65 للهجرة بعد مقتل والده، وكانت الدولة الإسلامية آنذاك مقسمة إلى قسمين: هما الدولة الأموية التي كانت تحكم مصر والشام أما العراق والحجاز فقد كانت تحت إمرة الخليفة عبد الله بن الزبير، الذي كان يدير شؤون دولته من مكة، حاول عبد الملك بن مروان في فترة خلافته التي كانت من أهم فترات الخلافة الأموية أن ينشر الإسلام، وأسس قواعد قوية للدولة الإسلامية وعمل على حمايتها بكل ما أوتي من قوة، بالإضافة إلى أنه سعى لتوسيع نفوذه، حيث إنه فتح حصن مرعش وعمورية وأنطاكيا وأكمل الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا ومنها بلاد المغرب الذي قام بالعناية والاهتمام بالفقهاء والمفكرين فيها، بل وعمل على جذبهم إلى دمشق عاصمة الدولة الأموية وبذلك اتسعت رقعة الدولة الإسلامية في عهده لتصل إلى حدود شرق سجستان، وفي عصره أُصدِرَت أول عملة إسلامية وطبع عليها اسمه وبالتالي استقلت الدولة الإسلامية اقتصادياً ومالياً وعرّبت الدواوين والخراج، بالإضافة إلى أنه كسا الكعبة المشرفة بالحرير والديباج ونقط المصحف حتى يسهل قراءته، كما وبنى قبة الصخرة على الطراز البيزنطي السوري وبنى المساجد وأهمها كانت في القدس ودمشق.
استمرت خلافة عبد الملك بن مروان حوالي واحد وعشرين سنة، وكان قد أوصى قبل وفاته بالخلافة لابنه الوليد بن عبد الملك بن مروان، وقد بايعه الناس بالخلافة في اليوم نفسه، وأوصى بولاية العهد لابنه سليمان كما وأوصى الناس بتقوى الله والابتعاد عن التفرقة والاختلاف، توفي سنة 86 للهجرة وكان عمره ستين عاماً.