الدول العظمى
من الشائع استخدام مصطلح الدول العظمى للدلالة على الدول الموثّرة بشكل قوي وفعال في السياسية العالميّة، وفي الواقع إنّ مصطلح الدولة العظمى يحدث التباساً من حيث التّعريف مع مصطلح القوة العظمى الأصح من الناحية السياسيّة، فالدولة العظمى من حيث التعريف ومعنى في علوم السياسة هي الدولة التي تضم بين حدودها أكثر من عرق أو شعب تحت مسمى سياسيّ وإداريّ واحد، وهو ما يختلف عن أغلب الإمبراطوريّات القديمة التي كانت تمنح الحكم الذاتيّ لأقاليمها، وأقرب مثال للدول العظمى في العالم الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لحفاظها على التنوع البشري في ظل نظام إداريّ ودولة واحدة، على أنّه ينظر في عالم السياسة اليوم إلى الدول الكبرى والمهيمنة على السياسة والاقتصاد في العالم على أنّها دول عظمى، وهو أمر مقبول في حالة النظر إليها من ناحية التأثير ونتائج وليس التنظيم.
تجمع دول الثماني
يمكن القول إنّ الدول العظمى في العالم اليوم ممثلة في مجموعة دول الثماني التي تضم كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وروسيا، اليابان، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وكندا، حيث يمثل اقتصاد تلك الدول فقط أكثر من نصف اقتصاد العالم، بالإضافة إلى المراكز الأولى في الإنفاق على التسليح والقوة العسكريّة، لامتلاكها الأسلحة النووية، وقد أسست تلك المجموعة بعد الأزمة النفطية والركود الاقتصادي العالمي في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين، وكانت تضم ست دول انضمت إليهم كندا في فترة لاحقة، وآخر الدول انضماماً إلى المجموعة كانت روسيا الاتحاديّة وريثة الاتحاد السوفييتي السابق، وحدث ذلك في عام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين بعد ستة أعوام من سقوط الاتحاد السوفييتي، إلا أنّ التدخل الروسي عسكرياً في القرم طرح فكرة إخراجها من المجموعة.
أنشطة المجموعة
لقاءات مجموعة الثماني غير رسمية ولا تخضع لسلطة قوانين المنظمات الدولية، وتنتقل الرئاسة سنوياً بين أعضاء المجموعة وتبدأ من أول يوم في العام، وتنظم الدولة الحائزة على رئاسة العام استضافة مجموعة اجتماعات وزاريّة استعداداً لقمة الرؤساء التي تعقد مرتين في العام، وتبحث الاجتماعات الوزاريّة القضايا المشتركة بين تلك الدول وبعضها، بالإضافة إلى القضايا العالميّة، كالطاقة والبيئة والتنمية الاقتصاديّة العالمية والإرهاب والحركة التجاريّة.
الأنشطة المناهضة
تحظى قمم مجموعة الثماني على تغطية إعلاميّة واسعة حول العالم، بالإضافة إلى تعرّض تلك القمم إلى تنظيم مظاهرات مناهضة لها في الشوارع وحملات ضغط تتوافق مع مواعيد الاجتماعات نصف السنويّة، وتنشر تلك الحملات المناهضة أرقاماً وحقائق عن مسؤوليّة تلك الدول عن العديد من المشاكل وعيوب العالميّة كالفقر في الدول الإفريقيّة خصيصاً وتأخّر الدول النامية، بالإضافة إلى التلوّث العالمي ونضوب الطاقة.