الدولة المدنية
هو مصطلح من المصطلحات السياسية والاجتماعية، وتُعرف بأنها قيام الدولة بحماية كافة الأفراد الذين يعيشون على أرضها، مهما كانت دياناتهم، أو أصولهم، أو أفكارهم، وتعرف أيضاً بأنها المساواة بين كافة الأفراد في الحقوق، والواجبات، وعدم التمييز بينهم، أو إجبارهم على الخضوع لقوانين تقيّد من حرياتهم الشخصية في التنقل، والعمل، والسكن، والتعليم، وغيرهم، طالما أنها لا توجد أي ما هى اسباب قانونية تمنعهم من ذلك.
تاريخ الدولة المدنية
يعود ظهور مفهوم وتعريف ومعنى الدولة المدنية إلى الفلسفة اليونانية، والتي اهتمّت بوضع الأفكار الخاصة بالمدنية، لتكون معاكسةً للسلطة الحاكمة في اليونان في ذلك الوقت، ومع التطور الذي شهدته الأفكار الفلسفية ساهم ذلك في انتشارها بين الناس بشكل ملحوظ، مما أدى إلى وصول فكرة الدولة المدنية إلى باقي الدول الأوروبية، والتي كانت تعاني من تقسيمات مجتمعية.
اعتمد تطبيق الدولة المدنية في أوروبا، على ظهور نظام سياسي جديد في الدول التي تبنت الأفكار المدنية، فتمّ تشكيل الأحزاب السياسية، والتي تهدف إلى تمثيل دور الشعب، والمطالبة بحقوقهِ، والتأكيد على فكرة عدم التفرقة بين فئات الشعب المختلفة، وساهم هذا الشيء في القضاء على ظاهرة التعصب التي تبنّاها الأوروبيون بشكل كبير في تلك الفترة، والتي اعتمدت على التفريق بين الناس بناءً على الدين، والطائفة، والمذهب، والحالة الاجتماعية، وغيرها.
مبادئ الدولة المدنية
تعتمد الدولة المدنية على تحقيق مجموعة من المبادئ، وهي:
- لا تربط الدين مع النظام السياسي، ولكنّها لا تتعارض معهُ.
- يعد الدين في الدولة المدنية مصدر الأخلاق والقيم.
- تهتم الدولة المدنية بالمواطنة كجزء من أجزاء الدولة، أي لا يتم التعامل مع الأفراد بناءً على وظائفهم، أو صفاتهم، أو قيمة المال الذي بحوزتهم، بل إن كل فرد منهم مواطن فقط.
- تسعى الدولة المدنية إلى تحقيق مبدأ قبول الآخر، أي أن يقبل المواطنون بعضهم بعضاً داخل الدولة.
وظائف الدولة المدنية
للدولة المدنية عدة وظائف تسعى للقيام بها في ظل تطبيقها داخل مجتمع أو دولة معينة، ومنها:
- توفير فرص عمل، ووظائف للمواطنين، ولكن بشرط أن يكونوا مساهمين في الإنتاج.
- تحرص على عدم انتشار البطالة، والتي تؤثّر سلباً على الميزانية العامة.
- النهوض في القطاع الاقتصادي، وتطوير أداء الشركات، والمؤسسات، ودعم المشاريع الصغيرة، حتى ينعكس إيجابياً على أفراد المجتمع.
- الحرص على توفير الوسائل الأمنية، والاستقرار داخل الدولة، وحماية الأفراد، ومصالحهم من التعرّض لأي اعتداءات، أو جرائم.
- بناء المؤسسات التربوية والتعليمية من جامعات ومدارس حتى تساهم في نشر العلم، والمعرفة بين أفراد المجتمع، وتساعد في القضاء على الأمية، مما يساهم في دعم الأفراد، وتطوير مهاراتهم.
- بناء المؤسسات الصحية، والتي تهتم بتقديم كافة الوسائل العلاجية للأفراد، في حال تعرضهم للأمراض، أو الحوادث.
- المحافظة على نظافة البيئة، من خلال توفير الأدوات والمعدات التي تساهم في تنظيف الأماكن العامة، والطرقات في كافة أنحاء الدولة.