الدولة
عاش الإنسان في مرحلةٍ بدائيةٍ يتنقل فيها من مكانٍ إلى آخر، معتمداً على ما تجود به الطبيعة عليه من مأكلٍ ومشربٍ ومسكن، حتى اهتدى إلى اكتشاف الزراعة فاستقر في مكانٍ وكبرت التجمعات السكانية ونشأت المدن، وأصبح من الضروري أن يوجد نظامٌ لتنظيم شؤون هذه المدن.
ظهرت الكثير من النظريات التي تفسر مفهوم وتعريف ومعنى الدولة أكثرها شهرةً ثلاث نظريات تفسر مفهوم وتعريف ومعنى الدولة، وهي:
- النظرية الأولى: تقول بأنّ الدولة هي النظام القانوني الذي يربط فئات المجتمع المختلفة ترابطاً سياسياً.
- النظرية الثانية تقول : أن الدولة هي القوة العليا التي تمتلكها طبقةٌ معينةٌ تدير شؤون المجتمع.
- النظرية الثالثة تقول: بأن الدولة هي عبارة عن تنظيمٍ يساعد المجتمع على تحقيق أهدافه العامة.
عناصرها
إنّ نظام الدولة حلّ محلّ نظام العشيرة، أوالقبيلة في الكثير من مناطق العالم خاصةً عند الشعوب المتقدمة، وعلى الرغم من بقاء استمرار قيمة القبيلة أو العشيرة في وطننا العربي، إلا أنّ مفهوم وتعريف ومعنى الدولة هو السائد بشكلٍ فعلي، مع الاستفادة من الإيجابيات الموجودة في عُرف القبيلة.
هناك ثلاثة عناصر يجب توفرها في الدولة هي:
- الشعب: وهو عبارة عن مجموعة من الناس يعيشون في مكان محدد، لا يشترط أن يكونوا من أصلٍ واحدٍ، ولا من دين واحدٍ، ولا يتكلمون لغةً واحدة، بل تجمعهم جنسية هذه الدولة.
- الأرض: يعدّ وجود الأرض التي تعيش عليها هذه المجموعة من الناس عنصراً مهماً لبناء الشخصية الاعتبارية لهذه المجموعة، وتمكينهم من تطوير أنظمتهم الخاصة.
- النظام: إنّ أي مجتمعٍ يحتاج إلى نظامٍ لتسهيل الحياة، وتنظيم شؤون الأفراد، لتوفير الأمن لهذا المجتمع، وكذلك الدفاع عنه عند الضرورة، وحمايته من الأعداء.
تسعى جميع دول العالم إلى امتلاك سيادتها على أرضها بشتى الوسائل، لذلك تلجأ إلى بناء جيشٍ قادرٍ على حماية حدودها، لتمكينها من مباشرة السيادة الكاملة على أراضيها، وتكون حرةً بسَنّ التشريعات والقوانين التي تخدم مصالح شعبها، كما تكون حرةً في استغلال مصادرها الطبيعية.
تطوّر مفهومها
هناك الكثير من الدول التي بنتِ الأسوار لحماية حدودها الخارجية، ووضعت القيود التي تحد من الاتصال مع الشعوب الأخرى بهدف الحفاظ على هويتها وثقافتها الخاصة، فكان لكل دولة خصوصيتها وأي تدخلٍ في شؤونها يعتبر انتقاصاً من سيادتها.
مع تطور وسائل الاتصالات والمواصلات، تراجعت هذه المفاهيم وأصبح تعاون الدول فيما بينها هدفاً تسعى جميع الدول إلى الوصول إليه، حيث أصبح الاقتصاد بأشكاله المختلفة يعتمد على تواصل الشعوب فيما بينها، حتى أنّ مفهوم وتعريف ومعنى الدولة القطرية قد تلاشى وأصبح العالم ساحة مفتوحةً لكل الشعوب، فعند القول بأن العالم أصبح عبارةً عن قريةٍ صغيرةٍ يعني فتح باب تواصل وتعاون الشعوب بطريقةٍ سهلةٍ وسريعة.
