علم الوراثة
علم الوراثة هو العلم الذي يقوم على دراسة الجينات المعروفة باسم الموروثات على مختلف الكائنات الحيّة، واستخدمت في مجال الزراعة بشكل واسع؛ لمعرفة الأساسيات المستخدمة في توريث الصفات، وزيادة جودة محاصيل هذه المزوعات، وفي منتصف القرن التاسع عشر قام العالم جريجور مندل بدراسة سمات هذا العلم، وذلك من خلال مراقبة الصفات التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء، ويعدّ نبات البازيلاء هو النبات الذي أقام عليه تجاربه الأولى والتي ما زالت تستخدم إلى يومنا هذا، وفي القرن الواحد والعشرين اتّسع هذا العلم الحديث ليشمل أمور كثيرة كدراسة وظيفك وسلوك الجينات من خلال دراسة البنيّة، والتباين، والتوزيع في إطار الخليّة، والكائن، كما أنّه ظهرت علوم فرعيّة من هذا العلم كعلم الوراثة السكّانيّة، والجين هو جزء من الحمض النووي الذي يمتلك رموز خلويّة معروفة.
تاريخ علم الوراثة
بدأ علم الوراثة بالناحيتين التطبيقيّة والنظريّة على يد مندل، وقد ظهرت نظريّة تعرف بالوراثة المتمازجة والتي تنص على أنّ الأفراد وراثة من مزيج من الصفات للأبوين، إلّا أنّ مندل قام بتقديم بعض الأمثلة التي لا يتمّ فيها امتزاج أو تهجين، وقام الرهب الاغسطينيوس مندل بدراسة طبيعة الإرث في النبات، وذلك من خلال تهجينها، وفي عام 1865 ميلاديّة تم تقديمها إلى جمعية أبحاث الطبيعة في برون، فقام مندل بتتبع أنماط صفات نبات البازيلاء، وقام بوصفها رياضياً، وأنّه يمكن تفسيرها باستخدام مجموعة من القواعد البسيطة والنسب، إلّا أنّها هذه النظريات والتجارب التي وضعها واستنتجها لم تخظ بفهم واسع، واستمرت إلى عام 1890 ميلاديّة أي بعد وفاته، فجاء العديد من العلماء الذين يعملون على حل مشاكل وعيوب مماثلة، فقاموا باكتشاف أبحاثه، ويعتبر وليام بيتسون الذي أكد على صحة أبحاث مندل، وقام بصياغة مفهوم وتعريف ومعنى هذا العلم مرّةً أخرى في عام 1905، والذي شاع استخدامه عندما قام بيتسون باستخدامه في خطابه الافتتاحي للمؤتمر الدوليّ الثالث لتهجين النبات في لندن، وذلك في عام 1906.
قال توماس مورغان في عام 1911 أنّ الجينات هي على الكروموسومات، وذلك استناداً إلى ملاحظات طفرة العين البيضاء المرتبطة بالجنس في ذباب الفاكهة، وفي عام 1913 قام تلميذه ألفريد سترتيفانت باستخدام ظاهرة الربط الجيني؛ لإظهار أنّه يتمّ ترتيب الجينات خطيّاً على الكرموموسومات، وفي عام 1928 اكتشف فريدريك جريفيث ظاهرة التحوّل، حيث أنّ البكتيريا المقتولة قد تنقل المادة الوراثيّة إلى أخرى تعيش حالياً، وفي عام 1952 أكّدت تجربة هيرشي تشيس أنّ الحمض النووي لا البروتين يعتبر هو المادّة الوراثية من الفيروسات التي تصيب البكتيريا، وما يزال هذا العلم يتطور يوماً بعد يوم، وتبرز فيه الكثير من النظريات، والمعلومات المختلفة.