يعد مذنب هالي أحد أشهر المذنبات المعروفة عالمياً، أما اسمه الفلكي فهو (1P/Halley)، حيث أن العالم إدموند هالي كان قد اكتشفه ومن هنا جاءت تسميته بهذا الاسم، حيث أنه قد أطلق عليه هذا الاسم بعد وفاة إدموند هالي.
اكتشف عالم الفلك البريطاني إدموند هالي هذا المذنب في العام 1682 ميلادية، وبعدما درس هذا المذنب ودرس فترات ظهوؤه تنبأ أن هذا المذنب سيظهر مرة أخرى في السماء في العام 1758 ميلادية، وأخبر بذلك صديقه العالم نيوتن، وبالفعل صدقت تنبؤات العالم هالي حيث مر هذا المذنب فعلاً في العام 1758 ميلادية، أي بعد 76 سنة و10 أيام، ولكن للأسف الشديد لم يتمكن هذا العالم من رؤية إنجازه، إذ انه كان قد توفي قبل مرور المذنب مرة أخرى بـ6 سنوات، ومن هنا فقد كُرِّم العالم إدموند هالي بعد وفاته بأن سمي هذا المذنب على اسمه. أما اليوم فآخر ظهور لهذا المذنب كان في العام 1986 ميلادية، والظهور التالي لهذا المذنب سيكون في العام 2061 ميلادية – بإذن الله –.
يدور مذنب هالي حول الشمس، كما في باقي المذنبات التي تدور بشكل عام أيضاً حول الشمس من خلال مدار بيضاوي الشكل، ومن هنا فإنه قد تمر قرون وقرون حتى تمر بعض هذه المذنبات من عند الكرة الأرضية، هذه المذنبات عرضة لأن تصغر أحجامها، إذ أن هذه المذنبات وأثناء مرورها بالشمس فإنها تبدأ بالتبخر قتتآكل وتظهر لها أذناب ظويلة ومن هنا سميت بالمذنبات، وقد أثبت هذا فعلياً عن طريق مقارنة قياسات مذنب هالي في آخر ظهور له في العام 1986 ميلاديةن بالقياسات التي ظهرت له في العام 1682 ميلادية.
بقد وصف العرب والمسلمون مذنبات متعددة ومن ضمنها مذنب هالي نفسه، وذلك قبل اكتشاف هالي له، فهالي هو أول من اكتشفه والعرب هم أول من رصدوه، فقد ذكر هذا المذنب بوصف شكله وتاريخ ظهوره في كتب متعددة منها كتاب ابن اياس وكتاب ابن الأثير وكتاب المقريزي وكتاب ابن الجوزي أما أقدم رصد له فيعود للعالم أبو إسحاق الكندي والذي وصفه في كتابه حيث قال أنه ظهر في العام 222 من الهجرة، حيث ظهر هذا المذنب من جهة المغرب ثم انتقل إلى جهة المشرق، ووصف مكانه بأنه يسار القبلة، وقال المندي أنه بقي مرئياً لمدة 40 يوماً، مما أرعب الناس، ووصف شكله بالطويل الأبيض، ولما اختفى بقي عالقاً في الذاكرة الشعبية كما ويقال أن الشاعر أبو تمام كان قد ذكر المذنب في قصيدته " السيف أصدق أنباءً من الكتب ".