طبقات الأرض
إن الاعتقاد السائد في العصور السابقة والحديثة هو أن عدد طبقات الأرض عبارة عن ثلاث طبقات، وذلك لأن العلماء لم يستطيعوا الوصول إلى طبقات الأرض المختلفة ودراستها بشكل دقيق، وعدم توفر الأجهزة المتقدمة والحديثة التي تستطيع الوصول إلى طبقات الأرض السفلى، فلم يستطيع العلماء دراسة هذه الطبقات خاصة تلك التي يزيد عمقها عن ثلاثة عشر كيلومتراً، مع العلم بأن نصف قطر الكرة الأرضية يبلغ ستة آلاف وثلاث مئة وواحد وسبعين كيلومتراً.
لكن مع التطور العلمي الحديث خاصة في مجال الأقمار الصناعية، والأجهزة الإشعاعية، وأجهزة الاستشعار، والكشف عن أعماق الأرض التي تعتمد على إرسال الموجات الصوتية وغيرها استطاع العلماء إيجاد ومعرفة خصائص طبقات الأرض بشكل دقيق، في هذا المقال سوف نتعرف على عدد طبقات الأرض وخصائص كل طبقة.
عدد طبقات الأرض وخصائصها
قسّم العلماء طبقات الأرض في بداية دراستهم لها إلى ثلاث طبقات، وهي القشرة الأرضية الخارجية والوشاح واللب، حيث وجدوا أن كل طبقة من هذه الطبقات تختلف في الخصائص الفيزيائية لها، من حيث الكثافة، وحالة المادة (صلبة أو سائلة)، وفي المواد الكيميائية المكونة لكل طبقة، لكن مع التطور والتقدم العلمي خاصة في مجال أجهزة الاستشعار عن بعد والأقمار الصناعية المتخصصة في دراسة طبقات الأرض وجد العلماء بأن الكرة الأرضية تتكون من سبع طبقات مختلفة الخصائص، وهي كالآتي:
- القشرة الأرضية: تمثل القشرة الأرضية أصغر طبقات الأرض، وهي التي تمثل الطبقة الخارجية للكرة الأرضية، ويبلغ سمكها ما بين الخمسة وثلاثين كيلومتراً إلى أربعين كيلومتراً، ولكن يختلف سمكها حسب موقعها، فإذا كانت تحت الجبال العالية فيبلغ سمكها ما يقارب السبعين كيلومتراً، أما سمكها تحت المحيطات والبحار فيتراوح ما بين الخمسة إلى أربعة كيلومترات، وبسبب هذا التباين في السمك وكذلك في نوع المواد الداخلة في تكوين القشرة وجد العلماء بأن القشرة الأرضية مقسمة إلى ثلاث طبقات أساسية، وهي؛ القشرة المحيطة، والقشرة القارية، وطبقة الليزوسفير.
- الوشاح: هي الطبقة التي تأتي بعد القشرة الأرضية، وتعتبر من أسمك طبقات الأرض وتختلف المواد المكونة لها عن تلك المكونة للقشرة الأرضية، وهي المسؤولة عن حدوث البراكين والزلازل بسبب حركتها تحت القشرة الأرضية، وتقسم طبقة الوشاح إلى طبقتين، وهما الوشاح العلوي والسفلي، اللذان يتراوح سمكهما ما بين العشرة كيلومترات إلى ستمئة وخمسين كيلومتراً، وتتميز هاتان الطبقتان بأنهما تحتويان على صخور ذائبة وحركة مستمرة تحت القشرة الأرضية، ويفصل بين طبقة الوشاح والقشرة بفاصل يسمى فاصل موهو.
- اللب: حسب الأبحاث العلمية التي قام بها عدد كبير من العلماء فإن طبقة اللب تتكون من عنصرين أساسيين ألا وهما الحديد والنيكل، وتختلف تركيبة هذه الطبقة عن طبقتيْ القشرة والوشاح بجميع أجزائهما، ووجد العلماء بأن طبقة اللب تتكون من طبقتين، وهما اللب الخارجي والذي يكون في الحالة السائلة، واللب الداخلي والذي يكون في الحالة الصلبة، وحسب الدراسات فإن اللب الداخلي هو المسؤول عن قوة ومركز الجاذبية الأرضية، ويتراوح عمق طبقتي اللب من ألفين وثمانيمئة وتسعين كيلومتراً إلى ستة آلاف وثلاثمائة وواحد وسبعين كيلومتراً.