جعل الله المسلمون كالشّامة بين الأمم ، متميّزين بتوحيدهم وعبادة ربّهم ، فالمسلم قارئ القرآن كالأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، وقد شبّهه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بالنّخلة التي لا يسقط ورقها فهو دائم العطاء لا يثمر إلّا في جماعةٍ الثّمار الطّيبة الزّكيّة ، وقد بيّن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام الفارق بين المؤمن والكافر والطّائع والعاصي بل بيّن النّافع والطّالح ، ففي الحديث ( النّاس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة ) ، أي أن النّاس يمتازون عن بعضهم ، وقد عبّر عمر بن الخطاب عن أمنيّته في أن تمتلئ الدّار بأمثال أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمّة ، فالمؤمنين يتميّزون دائماً عن سواهم بإيمانهم وعملهم الصّالح .
و إنّ صفة المؤمنين الأولى هي أنّهم موحّدون يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئاً ، فالشّرك ذنبٌ عظيمٌ لا يغفره الله سبحانه ، فالتّوحيد هي صفة الله الثّابتة له سبحانه ، ومن نازعه شيءٌ من هذه الصّفة بادعاءٍ باطلٍ قصمه الله ، والمؤمن يتحلّى دائماً بالأخلاق الكريمة الفاضلة فهو صادقٌ في تعامله مع النّاس لا يكذب ويدرك أنّ الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النّار والصّدق يهدي إلى البرّ والبرّ يهدي إلى الجنّة ، والمؤمن متواضعٌ بين النّاس بعيداً عن التكبّر والخيلاء ، فقد نهى ديننا عن صفة الكبر والتّكبر ، والمؤمن يحفظ العهد مع ربّه والنّاس ، فهو مؤتمنٌ دائماً لا يخون ولا يغدر ، والمؤمن بعيدٌ عن عن المعاصي والآثام فلا يستهين بدم المسلمين والمعاهدين ومن حرم الله دمه ، ولا يزني ببنات النّاس لأنّه يدرك حرمة ذلك وشناعته ومن يدين يدان ، وكذلك هو بعيدٌ عن مجالسة الفاسدين لا يغشاهم في نواديهم بل هو حريصٌ دائماً على ارتياد مجالس الذكر والطّاعة حيث تحفّها الملائكة بأجنحتها ويذكرهم الله فيمن عنده ، والمؤمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وتلك الصّفة مما يميّز الأمة عن غيرها من الأمم فتستحق الخيريّة والأفضليّة ، فالمؤمن صادعٌ بالحقّ دائماً لا يخشى في الله لومة لائم .