مفهوم وتعريف ومعنى النكاح
عرف الناس ومنذ قديم الأزل فكرة التزاوج، فالله سبحانه وتعالى وبما وضعه في نفس الذّكر والأنثى من غرائز وميول اتّجاه الجنس الآخر تحتّم على الإنسان أن يقوم بسنّة التزاوج، وحتى يستمرّ الجنس البشري في التناسل، فكيف نتصوّر أن تبقى الكائنات جميعها من دون أن يكون هناك تزاوج بينها؛ فالزواج أمر مطلوب إنسانيّاً وشرعيّاً حتّى تستكمل مسيرة الحياة ويسير ركب البشر وفق منهجٍ سننيّ واضح، لذلك وعندما بعث الله سبحانه وتعالى الرّسل إلى البشر برسالة التوحيد، كان الزواج من سنّتهم؛ حيث حثّوا أقوامهم عليه، فالزواج هو الوسيلة الّتي يحصّن فيها الإنسان نفسه من الوقوع في الفواحش، وهو الوسيلة التي يتمكّن الإنسان من بناء أسرة تجمع أفرادها معاني السكينة والمودة والرحمة، وقد كان الزّواج في الجاهليّة على أربع وجوه منها الوجه الّذي نعرفه؛ حيث يتقدّم الرجل لخطبة الفتاة ويصدقها مهرا، ومنها أن يرسل الرجل زوجته إذا طهرت حتّى يجامعها رجل آخر ويسمى ذلك الزّواج بزواج الاستبضاع، ووجه آخر حيث يدخل الرهط من الرّجال على المرأة ثمّ يجامعوها فإذا أنجبت ألصقت مولودها بأحدهم فنسب له، والوجه الأخير هو الزّنا بعينه، فجاء الإسلام ليبطل ثلاثة وجوه وليؤكّد على الوجه الّذي تخطب فيه المرأة وتصدق مع إحاطته بإطار الشّريعة ووفق كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه.
ومن بين المفردات الّتي تطلق على الزّواج كلمة النكاح، وقد ورد ذكر كلمة النكاح في القرآن الكريم حيث قال تعالى: ( فانكحوهنّ بإذن أهلهن وآتوهنّ أجورهنّ بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متّخذات أخذان )، ويفهم من هذه الآية الكريمة أنّ النكاح هو الزواج الشرعي الخالي من أيّ حرام أو شائبة؛ حيث يتقدّم الإنسان لخطبة الفتاة من والديها، فإذا أعجبته وحصل التّوافق بينهما جعلها بينهما كتاباً أو عقد قران على كتاب الله تعالى وسنّة نبيه، وأن يكون في هذا العقد الإيجاب والقبول، وأن يخلو هذا العقد من أيّ شروط غير جائزة وأن لا يضمن موانع شرعيّة؛ فلا يصحّ الزواج مثلاً بين المسلمة والنّصراني أو اليهودي.
وقد حثّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الشباب على الزواج وبيّن بأنّه وقاية للنفس من الوقوع في الفتن والمعاصي، كما بيّن عدد من الآداب والسنن التي تكون في حفل الزّفاف مثل سنّة الوليمة؛ حيث يولم الرجل حسب قدرته للناس، وعلى المسلم كذلك أن يراعي مسألة خلوّ حفل الزفاف من المعاصي والاختلاط وغير ذلك من الأمور الّتي انتشرت في مجتمعاتنا المعاصرة انتشار النّار في الهشيم.