ثمّ يأتي بعد ذلك جهاد الأعداء وهو نوعين جهاد طلبٍ حيث يكون بعد إرسال المسلمين رسائل إلى البلدان التي تكون على الكفر ويتم تخييرها بأن تبقى على تعرف على ما هى عليه وتدفع الجزية، أو أن تسلم أو أن تقاتل، وهذه الوسيلة قد عرفناها في تاريخنا الإسلاميّ حين أرسلت الجيوش الإسلاميّة التي دكّت إيوان كسرى وقيصر، وهذا النّوع من جهاد الطّلب هو ما يطلق عليه بالجهاد الكفائي أو الجهاد الذي يؤدّيه جماعةٌ من المسلمين ويسقط عن الباقين، ولا يلزم منه أن يخرج جميع المسلمين للجهاد، وينطبق على هذا النّوع من الجهاد كلّ معركةٍ يكلّف فيها الحاكم عدداً من المسلمين للمشاركة بدون أن تتعيّن المشاركة على الجميع.
أما النّوع الثّاني من الجهاد فهو جهاد الدّفع، ويكون هذا النّوع من الجهاد حين يدفع المسلم العدوان عن وطنه، أو حين يتعرّض جزءٌ من الأمّة الإسلاميّة للإحتلال والعدوان فحينئذ يتحول الجهاد من جهادٍ كفائي إلى جهادٍ عينيّ، حيث يكون الجهاد فرض عينٍ على جميع المسلمين، ويخرج الابن من غير إذن أبيه، وأخيراً يجب أن لا ينسى المسلم أنّ هناك جهادٌ سلمي في حياتنا ومن صوره السّعى على الأرملة والمسكين ورعاية الوالدين وغير ذلك من صور جهاد النّفس.