صلاة الحاجة
إن من عظمة الله سبحانه وتعالى في خلقه أن هداهم إلى طريقه ودلهم على كل ما يحقق لهم السعادة والتوفيق في الدنيا والآخرة، حتى إذا ما طرأ طارئ أو تعرض لهم عارض، وجدنا بأن الإسلام فتح لنا بابا عظيما نستطيع به أن نحقق المراد، ألا وهو صلاة الحاجة التي سنتناولها معكم في شيء من التوضيح.
مشروعية صلاة قضاء الحاجة
صلاة الحاجة سنة ثبتت مشروعيتها وصحتها في عدد من الأحاديث النبوية، ومنها ما رواه ابن ماجة:
- ما روي عنه -صلى الله عليه وسلم- بأنه قال: "من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من خلقه فليتوضأ وليصل ركعتين، ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، أسألك ألا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها لي، ثم يسأل الله من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر".
طريقة صلاة قضاء الحاجة
أما بالنسبة لعدد ركعاتها فهذا محل اختلاف عند العلماء، فيرى الحنابلة والمالكية بأنها ركعتان، وأما الحنفية فقد قالوا بأنها أربع، ثم ما أقر به الحنفية بأنها 12 ركعة كما في رأي الشافعية، هذا وإننا نأخذ بأكثر تلك الآراء رجوحا كما ثبت في حديث النبي بأنها ركعتان من دون الفريضة، تصلى في الوقت الذي يشاؤه الفرد مع أفضلية تحري الأوقات المباركة كما في الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا نزلا يليق بجلاله فيقول: "من يدعوني فأستجب له، من يستغفرني فأغفر له"، مع الحرص على الابتعاد عن الأوقات التي بها كراهة الصلاة.
صلاة الحاجة والاستغفار
إن لصلاة الحاجة ذلك الفضل العظيم الذي منه اكتسبت قيمتها تلك، وما فيها من ما هى فوائد كبيرة لا تحصر ولا تعد، هذه صلاة الحاجة وحدها، أما عن الاستغفار فقد قال الله في شأنه: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا"، وبذلك وجدنا بأن الاستغفار هو باب عام يدخل فيه كل خير من أمور الدنيا والآخرة، فاحرص عليه وتزود به، لما له من أجر وفضل، وما فيه من قوة عجيبة لجلب كل ما تريد، ودفع كل ما تكره.
أدعية وآيات مستحبة قرائتها فيها كثيرة هي الأدعية المستحب التلفظ بها في صلاة الحاجة، والتي تقع في باب المأثورات عن سيد الخلق أجمعين -صلى الله عليه وسلم- والتي منها:
- الصلاة على النبي، فإن الدعاء الذي لا تسبقه الصلاة على النبي ولا تلحقه يقف على باب السماء ولا يقبل.
- ذكر اسم الله قبل الشروع في الدعاء كما في حديث:"كل أمر لم يبدأ باسم الله فهو أقطع".
- ثم أن يكثر السائل من التوسل لله بأحب أسمائه إليه كما في الحديث: "ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام".
- والتوسل بدعاء: "اللهم يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
- كذلك "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ".
- ثم يدعو الله بدعائه الذي يريد مع اليقين التام بالله سبحانه وأنه قادر على ما شاء، دون الاستعجال بالإجابة فإن الله له في تقديره حكمة بالغة وإن كنا لا ندركها.