إن عاصمة جمهوريّة السودان هي مدينة ( الخرطوم ) والتي أنشأت عند التقاء نهريّ النيل الأبيض بالأزرق ليجتمعا ويشكّلا نهر النيل، وقد سمّيت الخرطوم عاصمة في ظل الاحتلال العثماني لبلاد مصر والسودان، وكان ذلك في القرن 19.
إنّ تاريخ الخرطوم البشري يعود إلى عصور قديمة، فقد عرفها إنسان العصر الحجري واستوطنها، وأسّس فيها ممالكه القديمة، ومن هذه الممالك ( مملكة علوة )، وقد اهتم الاحتلال البريطاني في إشادة العمارة فيها، لنجدها ماثلة حتّى الآن في كثير من مرافقها، وخاصّة في أبنيتها القديمة كـ ( جامعة الخرطوم ) ، ونجد هذه الأبنية الجميلة التي تنمّ عن ازدهارها منذ القدم خاصّة التي تطلّ على نهر النيل والجسور أيضاً، وقد تحوّل أغلب هذه الأبنية في وقتنا الراهن إلى متاحف.
إنّ الكثافة السكّانية في مدينة الخرطوم كبيرة جداً، فتعدّ المدينة الثالثة عربيّاً من حيث عدد السكان، إذ تبلغ حوالي 2,682,431 نسمة، حيث يأتي قبلها مدينتي القاهرة في مصر والدار البيضاء في المغرب، وتحتل الخرطوم أيضاً المرتبة السادسة من مدن إفريقيا من حيث الكثافة السكانية، وتعتبر الخرطوم شبكة اتصالات محوريّة في المنطقة، إن كان محلياً أو إقليميّاً.
إنّ سكان مدينة الخرطوم ينتمون إلى أثينيّات متعدّدة وأديان وطوائف كثيرة، ويكثر فيها اللاجئين، وخاصّة السياسيّين منهم، ويعدّ مناخ مدينة الخرطوم خاصاً فيها، حيث نجده مناخاً معتدلاً شتاءً وحاراً صيفاً، أمّا أمطارها فهي موسميّة كثيرة الغزارة وخاصّة في فصل الخريف، ونظراً لأنّها تقع عند التقاء نهريّ النيل، فإنّها تحتل موقعاً استراتيجيّاً، يتهافت السيّاح لزيارتها منجذبين إليها للاستمتاع بطلّتها وجوّها، وخاصّة ما يثير في السائح الروعة هي المعالم الأثريّة والتاريخيّة الموجودة فيها إضافة إلى طبيعتها الرائعة.
في مدينة الخرطوم تتمركز أغلب الوزارات والقيادات والمؤسّسات الحكوميّة، إضافة إلى وجود أغلب مقرّات المنظّمات العالميّة الإقليميّة والإفريقيّة، وتحوي جامعات كبيرة ذات شهرة وصيت ذائع في العالم، إضافة إلى الكثير من الشركات والمؤسّسات الأجنبيّة العالمية الكبية.
في مدينة الخرطوم الكثير من المتاحف، ويعود ذلك لقدم هذه المدينة وعراقتها، فنجد كلّ من ( المتحف القومي، ومتحف التاريخ الطبيعي، ومتحف القصر، ومتحف الإثنوغرافيا، والمتحف الحربي... ) كل متحف مخصص لمعروضات مختلفة عن الآخر، إضافة إلى الكثير من المواقع الأثريّة كـ ( القباب التركيّة، موقع سويا، والمباني... ) والكثير من المباني ذات الطراز المعماري المبهر كـ ( القصر الجمهوري، وأيضاً مبنى البريد المركزي... ) وغيرها الكثير من المواقع والأبنية.