جبل مرة
تشتهر السودان بالبيئة الطبيعية الجميلة ما بين السهول والهضاب والجبال، وتتعدد الجبال المرتفعة والمتوسطة وأهمها التي تطل على البحر الأحمر من الجهة الشّرقية، وكذلك جبال الجهة الجنوبية القريبة لأوغندا، وتعتبر قمة جبل كينيتي هي من أعلى قمم الجبال في السودان، ويبلغ ارتفاع الجبل ثلاثة آلاف ومائة وسبعة وثمانين متراً، ويليه في الارتفاع جبل مرّة ويبلغ ارتفاعه ثلاثة آلاف وثمانية وثمانين متراً.
يقع جبل مرة في ولاية غرب دارفور التي تقع في جنوب غرب السودان، وتحديداً جنوب غرب الفاشر، ويمتد هذا الجبل على سلسلة جبال مرتفعة تمتد ما بين منطقة كاس جنوباً إلى الفاشر شمالاً بمساحة اثني عشر كم2، حيث تمر هذه الجبال بمدينة دار زغاوة، وتنحصر مساحة الجبل ما بين طول مائتين وأربعين كيلومتراً، وعرض ثمانين كيلومتراً.
طبيعة جبل مرة
تتمتع السودان بجو استوائي حار وجاف ولكن في جبل مرة يختلف المناخ بشكل واضح، حيث يتمتع بجو شبيه لجو البحر الأبيض المتوسط، فالطقس معتدل وتهطل فيه الأمطار في كل فصول السّنة، ونتيجة توفر مياه الأمطار والينابيع في صورة شبه دائمة أدى إلى نمو الكثير من الأشجار الزراعية المثمرة وأشجار الغابات الكثيفة، واستصلاح جيد للأراضي الزراعية المؤهلة لزراعة الذرة والقطن.
يتميز جبل مرة بالطبيعة البركانية، حيث توجد ما بين قممه عددٌ من البحيرات البركانية التي تشكلت نتيجة الفوهات البركانية التي تجمعت بها مياه الأمطار عبر ملايين السنين، ونتيجة تسرب المياه عبر الصخور البركانية في الجبل تكونت الشلالات الجميلة كشلال نيرتتي، وشلال مرتجلو، وشلال سوني، وشلال قلول.
يعتبر الجبل من المناطق المأهولة بالسكان، والتي تسكنه قبائل الزغاوة والفور، وتتميز منازل قبيلة الفور بالمنازل القصيرة الدائرية المبنية من الحجر والمسقوفة بالقش على شكل هرم دائري ويطلق على المنازل اسم قطاطي، وما يميز هذه القبيلة طيبة أخلاقهم وحفظ القرآن الكريم.
تحيط بقممه أيضاً القرى السكنية الجميلة والتي شكلت مركزاً سياحياً نشطاً يقبل عليه السياح للتمتع بسحر الطبيعة الخلاب والهواء النقي بين أحضان أشجار التفاح وكروم العنب، ويمكن الوصول لجبل مرة من خلال مدينة نيالا وسلوك طريق نيالا مروراً بكاس ثم زالنجي، وتستمر الطريق ساعتين تقريباً حتى الوصول لقرية طور المشهور بأشجار فاكهة الرتقال والتفاح والعنب والمانجا، وإلى اليمين من القرية سيؤدي الوصول لمنطقة قلول التي تشتهر بشلالها المتدفق.
كما توجد في المنطقة استراحة تستقبل الزوار لمشاهدة الشّلال والاستجمام فيه، فالاستراحة تجتمع فيها أشجار الصنوبر التي تقطنها الطيور المتنوعة وتتجول فيها الغزلان بحرية دون خوف من الزوار.