الوقت نعمة كبرى من نعم الله تعالى علينا، فهو من ضمن أبرز الأمور التي ينبغي على الجميع الاعتناء به واستثماره لما فيه من منافع عامة وكبيرة مما لا يعد ولا يحصى. يعتبر الوقت أساس الحياة التي نحياها، وهو الذي يحدد أعمارنا وأشكالنا ومدياتنا وكل شيء فينا، فنحن محصورون بعامل الزمان والوقت، لهذا السبب فإنه ينبغي علينا أن ندرك أن الزمن يجري جرياً سريعاً، والمصيبة كل المصيبة هي أن يصل الإنسان إلى نهاية حياته ويجد نفسه قابعاً واقفاً على نفس المربع الذي كان عنده منذ عشرات السنين، مما سيشكل له صدمة كبيرة، فهو ممن لم يحسنوا استغلال كافة أوقاته بما يعود عليه بالفائدة المرجوة وبما يجعل منه إنساناً ذا قيمة بين الناس.
الله تعالى هو الذي خلق الزمان، لهذا فهو الوحيد الذي لا يخضع لقوانين الزمان، ولا يحد بمكان، فالوقت يحددنا ويحدنا نحن فقط، إذ إننا نسير في إطاره، فنحن ملزمون وبشدة على الخضوع لقوانينه الصارمة التي لا ترحم، وهو فرصتنا الوحيدة في النجاة.
أهمية وفائدة الوقت تكمن في كونه هو الشيء الوحيد الذي يعطي للحياة معنى، فهو المحدد الأساسي لها، لهذا السبب فالوقت يدلنا على كمية وحجم الإنجاز الذي تم إنجازه، ويعطينا تنبيهات وإشارات جميلة تدل على حجم العمل الذي قمنا به والإنجازات خلال ما مضى من الوقت.
أيضاً فإن أهمية وفائدة الوقت تكمن في كون الوقت هو العامل الرئيسي الذي يمكننا من خلاله أن نتعلم ونستفيد من حياتنا التي نحياها وبشكل كبير جداً، فاستغلال الوقت وتنظيمه تجعل الإنسان قادراً على القيام بالعديد من الأمور المختلفة والمتنوعة. إن الوقت هو عامل حاسم في العديد من الأمور وهو مما يجب على الإنسان التأقلم معه، فهو ما يعطي للإنسان معنى كما قلنا وهذا الأمر ربما يعد من أهمية وفائدة الوقت، فلو لم يكن الإنسان محدوداً بوقت لما كان له معنى، فيكون كل شيء مفتوح، وإذا كان كل شيء مفتوح غير محدود بالوقت، فإنه لن يكون هناك أي حافز يذكر للإنسان، وهذا يقودنا إلى أهمية وفائدة أخرى للوقت وهي أنه يمثل الحافز الذي يحفز الإنسان والناس على الإنجاز والسعي والعمل والجد والاجتهاد.
الوقت من أكبر النعم، ومن لم يحسن استغلاله وجد نفسه ضائعاً حيراناً تائهاً لا يعلم مبتدأه ولا يعلم منتهاه ولا يعلم طريقه الذي سيسعى فيه، لهذا السبب فإنه ينبغي أن يعتني كل شخص بالوقت وأن يستغله حتى لا يندم في يوم لا ينفع فيه الندم.
