ظاهرة الإرهاب
تعاني مجتمعاتنا المعاصرة من شيوع ظاهرة الإرهاب، وما الدّماء التي تسيل في بلدان عديدة إلاّ دليل على تنامي تلك الظّاهرة المشؤومة التي ألقت بظلالها القاتمة على المشهد الإنساني العربي، والإسلامي، والعالمي، والحقيقة أنّ الإرهاب ليس حكرًا على ديانة معيّنة وإن كان الإعلام يحاول جاهدًا أن يلصق هذه الظّاهرة بالإسلام، فالإرهاب هو وليد أفكار مشوّهة، وعقول سقيمة، ضلّت الطّريق وتاهت عن البوصلة الصّحيحة، وحتّى نتعرّف على الطّرق والأساليب التي يمكن من خلالها مواجهة الإرهاب ينبغي أن نعرف معنى الإرهاب وتعرف على ما هى الما هى اسباب التي أدّت إليه.
معنى الإرهاب
يطلق مصطلح الإرهاب على أيّ فعل أو قول يقصد مرتكبه من خلاله بثّ الرّعب والخوف في خصمه، وحمله على منهجه بالإكراه والغصب مع استخدام أساليب وحشيّة، تخالف الأعراف الإنسانيّة والقوانين الدّوليّة، وقد يكون الإرهاب إرهابًا فكريًّا عقائديًّا وقد يكون إرهابًا بالفعل والسّلوك العدواني؛ كالتّفجيرات التي يقصد منها بثّ الرّعب في نفس الخصم.
ومن الما هى اسباب التي تؤدي إلى تنامي ظاهرة الإرهاب ونشوئها في المجتمعات جهل الكثيرين بأخلاقيّات الحروب والمعارك الإسلاميّة، فقد أكّد النّبي عليه الصّلاة والسّلام على معان كثيرة حينما وضع ضوابط تحكم تصرفات أفراد جيشه حين قال لهم: "اغدو على بركة الله لا تقتلوا شيخًا، ولا صغيرًا، ولا امرأة، ولا عابدًا في صومعته، ولا تهدموا بناءً، ولا تقطعوا شجرة"، فكلّ هذه السّلوكيّات هي نوع من أنواع الإرهاب التي منعها الإسلام، وحاربها حتّى في أشدّ المعارك الإسلاميّة ضراوة، كما نهى الإسلام عن التّمثيل في الجثث بقطع الرّؤوس، وغير ذلك من الأساليب الوحشيّة، كما يعدّ الفقر، والبطالة، والجهل، ثالوث رئيسي مسبّب لشيوع ظاهرة الإرهاب.
طرق ووسائل تساعد في مواجهة الإرهاب
- تثقيف النّاس وتربيتهم على قيم الدّين الصّحيحة، وتوعيتهم بما جاءت به الشّريعة الإسلاميّة من توجيهات، وما أكّد عليه النّبي عليه الصّلاة السّلام من أخلاقيّات وضوابط تحكم سلوك الإنسان في حياته، وإنّ من شأن التّربية الصّحيحة من منبع الدّين الصّحيح والشّريعة الحقّة أن تصحّح أفكار من يتوجّه إلى فكر الإرهاب بحيث يستدرك خطأه، ويعود عنه حينما يبدو له الصّواب والحقّ.
- بيان خطر الإرهاب على الأمّة، فنحن نرى ونلمس ما يسبّبه الإرهاب من آثار سيّئة على الأمّة الإسلاميّة والدّين الإسلامي، حيث شوّه كثيرًا من معاني الدّين الجميلة النّاصعة البياض، وأساء للمسلمين في الغرب، ويلعب الإعلام هنا دورًا كبيرًا في توجيه تلك الرّسالة والتّحذير من مخاطر الإرهاب.
- وأخيرًا لا بدّ أن لا نستبعد الخيار العسكري في مواجهة الإرهاب كوسيلة ردع لمن تسوّل له نفسه العبث بمقدّرات الأمّة، وتخريب ديارها وأوطانها، وتمكين العدو من استباحتها والسّيطرة عليها.