الكتابة
أصبحنا في هذه الأيّام ومع الأسف، نجد كلّ من هبّ ودب يتّجه إلى الكتابة، ويُدلي برأيه في كافّة المواضيع، وكأنه الرجل الذي يعرف كلّ شيء، وتجد له جمهوراً عريضاً من القراء والمريدين، فتبدأ مشكلتنا مع هذا الكاتب الجاهل، وتنتهي عند أولئك القرّاء الذين يصدّقون كل شيء، دون التحرّي عن صحّة ما يكتبه هذا الشخص، وصحة مصادره، إذا كانت هنالك عدّة شروط لا بُد من توافرها حتى يصبح الإنسان كاتباً بارعاً.
شروط الكاتب البارع
التمكّن من اللغة العربية
ليس من الطبيعي لمن أراد أن يصبح كاتباً بارعاً أن يكتب باللهجة العامية؛ بل لا بُدّّ له من أن يكون على دراية وعلم بقواعد اللغة العربية ومفرداتها، حتى يتدارك الأخطاء الكارثية التي يقع فيها بعض كتاب هذه الأيام، فمنهم من يكون لديه فكرة رائعة، ولكنها تفقد أهميّتها نتيجة لركاكة التعبير أو الأخطاء النحوية التي يقع فيها الكاتب، والتي بالتالي ستؤدّي إلى فقده لمصداقيته أمام القارىء، بسبب عدم قدرته على إيصال الفكرة.
تحديد الاختصاص
لا يوجد في الحياة أشخاص يعرفون بكل الأمور، ويلمّون بجميعها؛ لأن هنالك مناحٍ كثيرة في الحياة، فمِنَ الكتاب من يكتب بالأدب، ومنهم من يكتب بالسياسة، ومنهم من يكتب بالفن، ومنهم من يكتب بالدين وهكذا، فعليه لا بدّ للكاتب أن يُحدد اختصاصه الذي سيكتب فيه، والذي يعتبر نفسه ملماً به إلماماً يستطيع معه أن يناقش من يشاء، ويردّ على النقد الذي سيواجهه في المستقبل.
المصادر الصحيحة
لقد اتّسعت دائرة المصادر في أيامنا هذه بوجود شبكة الإنترنت، لذلك لا بُدّ للكاتب أن يتأكّد من صحة المصادر التي يستقي منها معلوماته، فهو مسؤول أمام قرائه ومريديه عما يقدّمه لهم، لأن أكثرهم من يصدقه دون التأكد من صحة كتاباته؛ فهو شخص مصدّق وموثوق فيه، إذاً المسألة تحتاج من قِبَل الكاتب إلى تقصٍّ، وتحرٍّ عن صحّة المصادر ومصداقية المعلومات.
الرأي الشخصي
رأي الكاتب الشخصي هام جداً، ولكن لا بُدّ له أن يوّضح ذلك أمام قرائه، حتى لا يعتقد القارىء بأنّ هذا رأي أهل الاختصاص، وبالتالي يبرّىء الكاتب نفسه بأنّه قد نَسب أمراً لأحد، وعندها ستزداد ثقة قرائه به.
الثقافة
لا بُدّ أن يتوافر لدى الشخص مخزون ثقافيّ جيد، أي أن يكون مطلعاً وقارئاً، وعارفاً بجميع نواحي اختصاصه، حتى يُقدّم للقارىء مادّة دسمة، صالحة للقراءة من جميع الزوايا، وبذات الوقت حتى يستطيع الكاتب أن يدافع عن نفسه أمام النقد اللاذع.
رحابة الصدر
يجب على الكاتب أن يكون صدره رحباً لكافّة الانتقادات التي تُوجّه إليه، ولا يضيق ذرعاً بذلك، فهنالك النقد البنّاء، وهو الذي سيساعد الكاتب على تطوير قدراته وتنميتها، بل عليه أن يبحث دائماً عن هذا النوع من النقد، ويعرف مواقع الخلل لديه ويُصوّبها، ولا يبحث دائماً عن الإطراء والمديح.