رأفت الهجان
اسمه الحقيقي رِفعت علي سليمان الجمّال، ولد في 1 تموز ( يوليو ) عام 1927م، في مدينة دمياط في مصر، وكان والده يَعمل تاجراً للفحم، وبعد وفاةِ والده انتقل للعيش في مصر الجديدة، وأصبح أخوه سامي هو المسؤول عن رعايته، والتحق رِفعت بالمدرسة التجارية، وهو في عُمُر الرابعة عشر، ولكنّهُ لم يَكنْ طالباً مُتفوقاً، وفي مدرسته أتقن تَعلّم اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وبعد زواجِ أخيه سامي، وأخته نَزيهة، غادر هو وأخوه لَبيب إلى شقةٍ جديدة، وكان رِفعت في تلك المرحلة يَتمنّى أنْ يتعلّم التّمثيل.
عمله
ذهبَ رِفعت لِحضور فيلمٍ للممثل (بشارة واكيم)، وأخبره عن رغبتِهِ بأنْ يُصبح مُمثلاً، ولكنْ أجابه المُمثل بشارة أنّه يَجِبُ في البداية أنْ يُكملَ دراسته، ومن ثمَّ يُفكر في موضوع التّمثيل، وفي عام 1945م التقى مُجدداً بالمُمثل بشارة، ومَنحه دَوراً صَغيراً في أحد أفلامه، ونجح في العمل كمُمثل، لِيشاركَ المُمثل بشارة العمل في أفلامٍ أخرى.
بعدها عمل في شركةِ بترول لفترةٍ زمنيةٍ قصيرة، انتقل بعدها للعمل مع رجلِ أعمالٍ في مدينة الإسكندرية، ونجحَ كثيراً في عمله، ولكنّه تَعرّضَ للاتهام بالسرقة والاحتيال من قِبَل مُدير فرع الشركة، ممّا أرغم رجل الأعمال على فَصله من عمله. وجد رِفعت عملاً جديداً كمساعدِ ضابطِ حساباتٍ على مجموعةٍ من السفن، وتنقّل بين العديد من المدن، مثل: باريس، ولندن، وفرانكفورت وكان يوقع نفسه في مُشكلات في كل مدينةٍ يذهب إليها، حتى تمَّ ترحيلُهُ من فرانكفورت إلى مصر.
انتحاله للشخصيات
عندما وصل إلى مصر عائداً من فرانكفورت، لم تَكن معه أيّة وثائقَ شخصية لا هوية، أو جواز سفر؛ لأنها سُرقت منه، ممّا جعله يتعرف على مُزورٍ بارع، زَوَّر له جوازَ سفرٍ باسم ( علي مصطفى )، وعمل بهذه الشخصية في قناةِ السويس، ولكنْ مع قيام الثورةِ المصريةِ في عام 1952مم، تَرَك العمل في قناة السويس، وانتحل شخصيةَ صحُفي سويسري باسم ( تشارلز دينون)، وعاش فترةً في أحد الفنادق مُنتحلاً هذه الشخصية، ولم يتم اكتشافه مُطلقاً؛ لقدرته على التحدث باللّكنةِ السويسرية.
بعد شعور رفعت الجمّال أنّ شخصيته ستُكشف، قرّر انتحال شخصيةٍ جديدة، بجواز سفرٍ بريطاني باسم ( دانيال كالدويل )، وعندما قرر مُغادرة مصر إلى ليبيا، تمّ اعتقاله على الحدود؛ لأنه يحمل شيكات باسمه الحقيقي رِفعت الجمال، ولا تَتَطابق مع اسم دانيال، واتهمَهُ الضابط البريطاني بأنّه جاسوسٌ يهودي، واسمه (دافيد أرنسون)، وتمَّت إعادتُهُ مُجدداً إلى مصر، والتعامل معه باسمه الجديد دافيد.
عميل للمخابرات المصرية
أثناء اعتقال رِفعت في السجن، زارهُ أحد ضُباط الشرطة السياسية، وتَناقش معه وتأكد من هُويته، وأنّه مِصري، وليس بريطاني، أو يهودي، عندها أخبرهُ الضابط بأنّه الشّخص الذي يَبحثون عنه، وعليه أنْ يَختار بين البقاء في السجن، أو العمل مع المُخابرات المصرية، عن طريق زَرعِه وسط المُجتمع اليهودي؛ لِيحصل على المعلومات التي تُساعد في حماية مصر من أيّ مُخططاتٍ تَنْتهجُها إسرائيل لإلحاق الضرر بالأمن المصري، ووافق رِفعت على العمل مع المخابرات المصرية، وهكذا تمّ تعليمه اللغة العبرية، وكيف يعيش الشخص اليهودي حياته، ومُنِحَ شخصيةً جديدةً يهودية باسم (جاك بيتون)، وحصل على اسم حركي عُرف فيه من قِبل المخابرات المصرية، وكان هذا الاسم (رأفت الهجان).
وفاته
توفّي رفِعت الجمال (رأفت الهجان) في ألمانيا بسبب إصابته بسرطان الرئة في 30 كانون الثاني (يناير) من عام 1982م، ودُفن فيها.