الديناصورات
عاشت الديناصورات في العصر الطباشيري ولكنّها بعد ذلك انقرضت هي والكثير من الزواحف وغيرها من الحيوانات، وقضى هذا الانقراض على أكثر من نصف أشكال الحياة لذلك يعّد ثاني أعظم انقراض حصل على الأرض بعد الانقراض الذي حدث في أواخر العصر البرمي، واختلف العلماء حول سبب الانقراض، وسنتعرّف خلال هذا المقال على النظريات المختلفة التي تحدّثت عن هذا الموضوع.
فرضية انقراض الديناصورات
الانحراف القاري
وهو الانحراف الذي تم به تباعد القارات عن بعضها وتغيّر موقعها ومناخها، وبدأت القارات في التباعد في العصر الذي وجدت به الديناصورات، وابتعدت القارات عن خط الاستواء وتوجهت إلى القطبين، وبدأت السلاسل الجبلية في الظهور وجفت الكثير من البحار والأنهار وقد دلّ على ذلك وجود الأحافير لنباتات في موتانا تدلّ على تغيّر المناخ، ممّا حدا بالديناصوررات إلى الانطلاق باتجاه خط الاستواء؛ حيث المناطق الدافئة لأن الجو البارد الذي أصبحت عليه المناطق القديمة لا يناسبها، ولكن سبب ضعف هذه النظرية أنها لم تستطع تفسير سبب انقراض الديناصورات في المناطق الاستوائية الدافئة.
نظريات بيولوجية
تعدّدت النظريات البيولوجية التي تحدثت عن هذا الموضوع؛ كالنباتات السامة التي انتشرت في العصر الطباشيري؛ حيث أكلت الديناصورات العشبية منها وماتت، ومن بعدها ماتت الديناصورات اللاحمة لأنها لم تجد ما تتغذّى عليه، لكن تيقّن العلماء أن هذا السبب غير كافٍ لانقراض الديناصورات، والنظرية الأخرى هي الوباء؛ فقد أشارت العديد من الدراسات إلى انتشار مرض جرثومي في العصر الطباشيري، ولم تستطع الديناصورات مقاومة هذه الجرثومة وماتت، ومن النظريات الأخرى سارقو البيض؛ فقد انتشرت الكثير من القوارض في العصر الطباشيري في الجبال وكانت تأكل بيض الديناصورات وكانت أعدادها كبيرة ممّا أدى إلى انقراض الديناصورات، ولكن كلها لاقت رفضاً ووُجدت دلائل على عدم صحتها.
المستعمر العظيم
هو عبارة عن انفجار نووي هائل تُنهي بها النجوم حياتها، وهدّد هذا الانفجار حياة الأرض؛ فقد قُدفت كميات هائلة من أشعة غاما تسببت في تدمير طبقة الأوزون التي تعمل على حماية المخلوقات الحية ومنع الأشعة الفوق البنفسجية التي تأتي من الشمس من أن تصل إلى الأرض، وقد يكون هذا سبباً من ما هى اسباب الانقراض.
الانفجار البركاني
فعند اصطدام الكويكب بالأرض ساعد ذلك على انبعاث الغازات البركانية من بركان هائل يقع في غرب الهند كان هذا البركان نشطاً في ذلك العصر فتسبب انفجار البركان وانبعاث الغازات والحمم إلى اضطرابات في دورة الكربون على الأرض باحتباس الحرارة، ولذلك ارتفعت درجة الحرارة كثيراً وانقرضت العديد من أشكال الحياة ومنها الديناصورات.
الكويكب
كشفت الرواسب بين العصرين الطباشيري والثلاثي على وجود نشاط زلزالي حدث في العصر الطباشيري، وكانت هذه الطبقة المكتشفة تحتوي على كثافة عالية من الأريديوم، وهو الموجود في القشرة الأرضية مما يدل على أنّ مسببها هو كويكب أو جرم من خارج الأرض، ونتيجة اصطدام كويكبين في حزام الكويكبات ونزول قطع الحطام بعد الاصطدام، ومن الممكن أن يكون الذي اصطدم في الأرض هو مذنب وليس كوكباً، فقد قال الكثير من العلماء أن السبب وراء انقراض الديناصورات هو فوهة شيكسولوب التي تقع في ولاية يوكاتان، وهي فوهة عملاقة تقع رسوبيتها مباشرة فوق رسوبيات الانقراض؛ لذا قال العديدون إنّها هي فوهة الاصطدام المسببة للانقراض، وعارض الكثيرون هذه النظرية.
عند انتهاء عصر الديناصورات بدأ عصر الثديات وازدهرت، وكان حجمها أقل بكثير من حجم الديناصورات، وكانت أكبر الحيوانات في ذلك الوقت الطيور العملاقة، وبلغ ارتفاعها أكثر من مترين، وكانت أكبر حيوانات اليابسة لأكثر من خمس عشرة سنة بعد انقراض الديناصورات، وانتشرت في ذلك الوقت الغابات الكثيفة وعاشت بها الحيوانات.