النملة
هي حشرةٌ من رتبة غشائيات الأجنحة، لها ست أرجلٍ، صغيرة الحجم لكنها منتظمة الفعل، متعاونةٌ، وتمثل عشرين بالمئة من الكائنات الحية على الكرة الأرضية. عاشت من العصر الطباشيري في زمن الديناصورات، أي منذ اثنين وتسعين مليون عام.
تعد النملة من أطول الحشرات عمراً، وتتعدد أنواعها إلى عشرين ألف نوعٍٍ منتشرٍ في جميع أنحاء العالم، أغلب النمل من صنف العاملات، تحكمهن ملكةٌ وظيفتها وضع البيض، وتنحصر وظيفة ذكور النمل على التزاوج وبعدها يموت مباشرةً، ويعيشون جميعهم في مستعمرة، كما يبني النمل أعشاشه على عمق عشرة أمتارٍ، حيث الحرارة المناسبة طوال السنة.
أجزاء النملة
بالرغم من صغر حجمها، وضعفها، إلا أن الله تعالى وضع فيها عظمته، وقد سميت "سورة النمل" في القرآن الكريم، وسنوضح جميع أجزائها كالتالي:
- حجم النملة: تتميز النملة برأسها الكبير مقارنةً مع جسمها، ويبلغ طولها ما بين اثنين ميليمتراً إلى خمسةٍ وعشرين ميليمتراً، بطنها بيضاويٌ، خصرها ضيقٌ.
- فك النملة: من فكّيها تحمل أثقل الأشياء، بالإضافة إلى استخدام فكيها للحفر، أما الفكان الداخليان فتمضغ بهما الطعام، ومن هذين الفكّين تستطيع النملة الدفاع عن نفسها.
- رأس النملة: رأس النملة يحوي دماغاً تستطيع التفكير فيه، وإطلاق إنذارٍ عند تعرضها للخطر، فهو يحتوي على قرني استشعارٍ أو هوائيين، تتحسس بهما للتذوق والشم، وكذلك عند شعورها بالخطر.
- عيون النملة: للنملة عيونٌ مركبةٌ، ترى الأشياء فيها، وبسبب بقاء النملة معظم وقتها في الظلام تكون رؤيتها ضعيفة، وتحمي عينها شعيرات دقيقة.
- فم النملة: عندما تأكل النملة يتحول الطعام للحالة السائلة بوساطة عصائر هاضمة عن طريق لسانها، ومن المستحيل دخول جزيئاتٍ صلبةٍ إلى المنطقة الهضمية، ومن قدرة الله تعالى أن النملة تستطيع إبقاء الطعام في منطقتها الهضمية لفتراتٍ طويلة.
- أرجل النملة: هي ست أرجلٍ تنتهي بمخالب تساعدها على المشي، وتنظيف جسمها، ومعالجة الغذاء، وقد زوّد الله النملة بشعيراتٍ صغيرةٍ تدفع الضرر عنها، وتساعدها على المشي في جميع الاتجاهات.
- بيوض النملة: تبيض ملكة النمل الملايين من البيوض شهرياً، حيث تفرز الملكة مواداً مطهرة تسمى (النمليك) تخرج من قنواتها الدقيقة، تعقّم هذه البيوض وتحميها من البكتيريا والأعداء.
ذكاء النملة
من قدرة الله تعالى في خلقه، أن جعل النمل يتكلّم، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن للنمل لغةً خاصةً يتواصل من خلالها مع بعضها البعض، حتى لو كانت عن بعد، وقد ذُكر النمل بالقرآن الكريم في قصة سيدنا سليمان عليه السلام، لقوله تعالى : (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 18-19].