الآثار الرومانية في مصر
تُعتبر الجمهوريّة المصريّة من أكثر بلدان العالم الغنيّة بالآثار، حيث مرّت عليها عدّة حضارات عبر تاريخها الطويل، وكلّ منها ترك آثاراً ما زالت شاهدة على منجزاتهم، لتبقى صارخة لنا منذ آلاف السنين، تُخبرنا حجارتها عن مكانتها وعلومها القديمة، وحتّى إنجازاتها خاصّة في مجال الريّ والطبّ والفلك.
إن الرومان تمركزوا في مدينة الإسكندريّة وبنوا فيها حضارتهم هناك، وبالرّغم من تمدّدهم في الداخل المصري، إلاَّ أنّ معظم آثارهم نجدها في هذه المدينة. وبالرّغم من كثرة الآثار الرومانيّة في مصر، إلاَّ أنّي سأورد أهمّها، والموزّعة في كافّة المحافظات.
الآثار الرومانية في مدينة القاهرة
لا يوجد في مدينة القاهرة إلاَّ أثر واحد للرومان، ويعود ذلك لكونهم حكموا في مدينة الإسكندريّة فقط، وهذا الأثر هو:
- حصن بابليون: ويُطلق عليه الحصن الروماني، وقد بُني الحصن من أجل حماية الرومان عسكريّاً، بحيث يكون هو أوّل خطّ دفاعٍ لهم في البوابة الشرقيّة المصريّة، وقد بنوها في وسط البلاد بين وجهي الدولة البحري والقبلي، وذلك من أجل إحكام السيطرة على أيّة حركات تمرّد أو ثورات قد تُقام ضدّهم، ويُعرف أيضاً باسم قلعة بابليون، أو قصر الشمع، وتُقدّر مساحته بنصف كيلو مترٍ مربّع، وتوجد في داخله كنائس قبطيّة يبلغ عددها ستّة، إضافة إلى ديرٍ، ومتحفٍ قبطيّ.
الآثار الرومانيّة في مدينة الإسكندريّة
كانت الإسكندريّة هي العاصمة الرسميّة لمصر أيّام الحكم الروماني، وبذلك فإنّ أكثر الآثار الرومانيّة موجودة فيها، وهي:
- عمود السواري: وهو الوحيد الباقي حتّى اليوم من معبد السيرابيوم والذي بناه بوستوموس، ويعود للقرن الثالث للميلاد.
- المسرح الروماني: يقع في منطقة كوم الدكة، ويعود للقرن الرّابع للميلاد، وهو مدرّج شكله حدوة حصان، ويتكوّن من ثلاثة عشر صفّاً رخاميّاً ومرقّماً بكتابة يونانيّة، وفي منتصفه منطقة يُطلق عليها الأوركسترا والتي يتمّ فيها حفلات العزف والموسيقا.
- الحمّامات الرومانيّة: يقع بعضها في منطقة كوم الدكّة، وبعضها الآخر في المنطقة الشرقيّة التي تُعرف بأبو قير.
- معبد الراس السوداء: وهو عبارة عن هيكل ذي حجمٍ صغير، يقع على بقعة أرض مرتفعة، فيه أربعة أعمدة.
- معبد القيصرون: ويعود تشييده إلى الملكة كليوباترا السّابعة، وأطلقت عليه اسم مارك أنطونيوس، وكان فيه قديماً مسلّتان، إحداهما موجودة اليوم في مدينة لندن، والثّانية موجودة في مدينة نيويورك.
- مقبرة كوم الشقافة: تقع في منطقة الجبانة الغربيّة، وتعود إلى القرن الثاني للميلاد، وتُعد هذه المقبرة اليونانيّة هي الأكبر والتي تمّ العثور عليها في مدينة الإسكندريّة.
الآثار الرومانيّة في مدينة أسوان
يوجد في هذه المدينة العديد من الآثار الرومانيّة والتي في معظمها معابد خاصّة للآلهة، ومنها:
- معبد فيلة: وقد بناه الرومان والبطالمة، وذلك من أجل عبادة آلهتهم إيزيس، وهو مكوّن من قاعة نيكتاتيبو.
- معبد كالابشة: بناه الإمبراطور أجوجوستوس، وهو خاصّ بالإله ماندوليس النوبي، إلاَّ أنّه كان يُقام فيه أيضاً عبادة الإله أوزوريس وزوجته إيزيس.
- معبد دندرة: وهو من أكبر المعابد الموجودة في المنطقة، ويعود، وفيه عدّة مقصورات وبحيرة مقدّسة وأيضاً مقصورة خاصّة للزوارق، وفيه مصحّة.
الآثار الرومانيّة في مدينة المنيا
كثيرةٌ هي الآثار الرومانيّة الموجودة في هذه المدينة:
- مدينة هيرموبوليس: وهي مركز عبادة الإله هيرمس.
- مقبرة بيتوسريس: ويوجد فيها إضافة للمقبرة معبد ذو حجم صغير، فيه منحوتات للأعمال الزراعيّة التقليديّة.
- تونة الجبل: وهي منطقة فيها مقابر لطيور الإيبيس وبيوضها وأيضاً للقرة البابون، وهي من الحيوانات التي تُعتبر مقدّسة عند الإله تحوت، وكان يُقام فيها أعمال التحنيط قديماً.