الوسواس
مشاعر القلق والتشاؤم والشكوك والتقزز متواجدة عند كل البشر ويتعاطون معها بشكل شبه يومي، ولكن هناك بعض الحالات يستغرق فيها الإنسان في تلك المشاعر وردود الأفعال المرتبطة بها؛ بحيث يمكن أن يقوم بأفعال غريبة وليس لها معنى للآخرين، ولكن بالنسبة للشخص ذاته فإنه يريد فقط أن يتخلّص من ذلك الشعور، وتلك تُسمّى أفعال قهرية.
إنّ الأفكار الوسواسية التي تؤثر على الإنسان هي اضطراب نفسي يتعامل معه الأطباء بالعلاج و دواء كأيّ مرض نفسي آخر، ويكون علاجه بتغييرات في السلوك ووصف بعض الأدوية النفسية للمريض، وهناك بعض الأفعال التي يمكن للمصاب بالأفكار الوسواسية أن يقوم بها بغرض تحسين حالته.
طريقة الانتهاء والتخلص من الوساوس
يمكن تجنب الوسواس نهائياً عن طريق المرور بأربع مراحل متتالية، والتركيز على أن تتم توفية كل مرحلة حقها من الإرادة والتصميم، وذلك حتى لا تسبب تلك الأفكار تعطيل الحياة أو الظهور بمظهر غير مرغوب فيه أمام الآخرين، وتلك المراحل بالترتيب هي:
إعادة تعريف ومعنى الأفكار
يمكن أن تكون تلك المرحلة هي الأصعب على الشخص المصاب بتلك الحالة؛ حيث يجب عليه أن يتعلّم التمييز بين الأفكار العادية والأفكار الوسواسية التي يمكن أن تؤدّي إلى أفعال قهرية خارجة عن إرادة الإنسان الحرة، وتكمن الصعوبة في تحديد تلك الأفكار حال حدوثها والتعامل معها عقلياً على أنّها حالة مرضية عارضة وليست طبيعة متأصلة في الذات، ويمكن عن طريق تحديد تلك الأفكار والاعتياد على التفرقة بينها وبين الأفكار الطبيعية مواصلة التقدم بنجاح في المراحل التالية.
تحديد السبب
بعد إدراك الإنسان الواعي أن هناك فوارق واضحة بين الأفكار الوسواسية والأفكار العادية تأتي المرحلة الثانية والتي تعتبر محور العلاج، وهي إعادة الإدراك بأن السبب في تلك الأفكار ليس النفس وإنما الحالة الطارئة، وأنه ليس هناك جرم من الشعور بتلك المشاعر لأنها مجرد مرض كأي مرض آخر ويجب التخلّص منه.
إعادة التوجيه
وتمثل المرحلة العمليّة الأولى في الانتهاء والتخلص من تلك الأفكار، ويقوم فيها المصاب بإعادة توجيه الأفكار لفعل شيء معيّن إلى فعل شيء آخر بسيط يمكن أن يشغل الانتباه والتركيز على الأفكار الوسواسيّة، يتطلب ذلك الكثير من الجهد والمثابرة بالطبع، إلا أنه يعتبر الحل الأمثل للتخلّص من تلك الأفكار بالتدريج حتى في حالات عدم النجاح في المرات الأولى.
التقييم
تلك العملية هي محاولة تقييم التصرفات والأفعال كشخص محايد آخر ينظر من الخارج، وبالتالي محاولة اكتشاف القيمة الضئيلة للأفكار الوسواسية وبالتالي التعامل معها ببساطة أكثر مع الوقت مع اعتياد القيام بالطرق وخطوات الثلاث السابقة، وعموماً فإنّ مجموع الأربع طرق وخطوات هو إعادة برمجة المخ في التعامل مع تلك الأفكار والعادات المترتبة عليها، مع الأخذ في الاعتبار أنّ تلك المحاولة تستلزم وقتاً ومجهوداً ليس بالهيّن.