إنّ من المعروف منذ الأزل أنّ أساس الزواج الناجح هو الحب والاحترام، ولكن الخلافات الزوجية لابد منها فهي في بعض الأحيان تكون علامةً على صحة الزّواج وحيويته وأحيانًا تكون تدق ناقوس الخطر محذرةً من خطر الإنفصال وانهيار الزواج تمامًا.
ويمكن للزوجة أن تتحكّم في إدارة الصّراع لتجعله يدور في دائرة الحب دون أن يفلت الزمام منها، وكلّما تمتعت الزوجة بالحس المرهف والذّكاء العاطفي والمهارة الإجتماعية أحرزت نجاحًا أكبر في العلاقة الزوجية، والزّوجة الذكية هي التي تبتعد عن النقد القاسي أثناء النقاش في الخلاف، وتبتعد عن الصوت العالي والصراخ فإذا تأخّر الزوج عن فعل شيء معيّن ومهم مثل التأخر عن موعدٍ للعشاء أو أن يتأخّر عن سفر عمل، فإنّها تنظر إلى الأمر أنّه نهاية العالم وتملأ نفسها بالغضب وتعبر عن عبارات وكلمات وعبارات النقد والهجوم مثل (أنت دائما أناني لا تفكر في غيرك لا مبال ولا يعتمد عليك، لقد سئمت الحياة معك).
والخطأ هنا ليس في غضب الزوجة ولكن في طريقة التعبير عن هذا الغضب فهي لم تتحدث فيما فعل الزوج بل بادرت بهجومٍ شامل على الزوج وشخصيّته وهذا مستفز ويؤدّي إلى رد فعل دفاعي مقابل، وعدم التحكّم في لحظة طفح الكيل التي تصيب الأزواج بشكٍل عام، ولكن كل هذه الأزمات تحدث نتيجة التراكم المستمر لمواقف الحياة وعدم المصارحة والحوار الهادئ بين الطرفين، وربّما لو أن النّاس عادت للشرع لحُلت مشاكلها.
ويجب على الأزواج أن ينظروا إلى الأسلوب النبوي في حل المشاكل وعيوب الزوجية، فالرسول (صلوات الله عليه وسلم) كان يستخدم أساليب كثيرة لتفادي الخلافات الزوجية، ومن هذه الأساليب الابتسامة والمداعبة، والتغاضي عن الموقف، وأيضًا أسلوب الحوار والإقناع، وأخيراً أسلوب العظة والتذكير، وكان له صلوات الله عليه وسلامه العديد من المواقف التي كان يعالجها بحكمة ولين حتى يبقى البيت مليئًا بالدفء، ومن هنا فعلى الرّجل بأن يتّقي الله في زوجته، بمعنى إذا غضبت قليلًا يتحمّلها ويتذكر لها مواقفها الحسنة والمجهود الذي تبذله يومياً من أجله ومن أجل أولادهم، فالإنسان غير معصوم من الخطأ وهو واردٌ لديه بلا شك، لذلك على الأزواج بشكلٍ عام التحلي بالحكمة والحلم حتى تتم علاج و دواء المواقف بطريقة جيدة.
لكن هناك بعض الرّجال هجوميون في أسلوبهم وتلجأ المرأة أحياناً للصمت والسكوت، ولكن هذا خطأ من وجهة نظري لأنّ كبت المشاكل وعيوب يؤدّي إلى بداية العقد النفسيّة وضيق الصدر، فعلى المرأة أن تقوم بالحوار البنّاء وتنبيه الزوج لهجوميته حتى ولو كان ذا طبعٍ حاد وعصبي.
والزّوجة التي وهبها الله الفطنة والكياسة تتمتّع بعلاقات إيجابية ثرية ومشبعة، وتكون هي القلب الدافئ الحامي المشع في أسرتها، إنّها إنسانة إيجابية تملك القدرة على التأثير ونتائج والإقناع و ماسك وتتسم بالهدوء والاتزان وتوحي بالثقة والطمأنينة .