القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله المُنْزَل على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهو الكتاب الرئيسي في الإسلام، وله قيمة دينية ولغوية، ويعتبر مرجعاً وقاعدة أساسية لكل علماء اللغة العربية لما يحتويه من الفصاحة والبيان والبلاغة، حيث أن القرآن الكريم لا يمتلك في طياته كلمات وعبارات مترادفة، فعندما يقوم بِذكر كلمة (صيام) والتي تحتوي على حرف الياء، فإنه لا يقصد بها كلمة (صوم) والتي تحتوي على حرف الواو.
الفرق بين كلمة الصوم والصيام
الصوم
إنّ كلمة الصوم يقصد بها القرآن الكريم الإمساك عن الكلام وبهذا فهو بختص باللّسان وليس المعدة، ويقصد بها قول الحق سواء في رمضان أو غيره فلا تكون فترة الصوم محدّدة بشهر من أشهر السنة، حيث ورد في القرآن الكريم دليل على أن الصوم لا يختص بالطعام والشراب، قال تعالى مخاطباً مريم {عليها السلام}: "فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ? فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَ?نِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا" [مريم 26]، أي أنّ الصوم يأتي مع الصيام وبعده فمريم {عليها السلام} قد نذرت صوماً وهي تأكل وتشرب.
الصيام
أمّا كلمة الصيام فيقصد بها القرآن الكريم الإمساك عن الطعام والشراب وأي شيء آخر مُفطر وذلك يكون من الفجر وحتى المغرب، حيث إنّ الصيام هي الفريضة المعروفة خلال شهر رمضان المبارك، فقال تعالى في كتابه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [البقرة 183].
الصيام لوحده دون أن يكون مقترناً بالصوم لا يؤي الغرض المطلوب منه، فقد قال سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الشريف: "مَنْ لَم يَدَعْ قَوْلَ الزُوْرِ والعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للّه حَاجَةٌ فِي أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ".[رواه البخاري وأبو داود واللفظ له]، والقصد من ذلك أنّه يجب علينا الصوم مع الصيام، فمن الأمور الصعبة والشديدة على الإنسان قول الحق خاصة إذا كان على نفسه، فقد ورد في الحديث القدسي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قال الله عز وجل: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَوْم فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ". [رواه البخاري واللفظ له و مسلم]، فقد ذكر الصوم في الحديث فبالصوم تنتهي المشاكل وعيوب وَتُحَلُ الأمور.