جدول المحتويات
الصّوم أو الصّيام هي من الفرائض العظيمة التي كتبها الله تعالى على الإنسان، فقد ذُكر الصّوم في القرآن الكريم في عهد السّيدة مريم عليها السّلام، وذُكر الصّيام أيضاً كفريضة يأمر الله تعالى بها المسلم لأدائها في شهر رمضان المبارك، حيث ورد الصّوم في الأحاديث القدسية والأحاديث النّبوية الشّريفة، ومن خلال تلك المواضع التي ذكر بها الصّوم والصّيام يمكن الاستدلال على المعنى الصّحيح لكلا الكلمتين.
الصّوم والصّيام
تعتبر هاتان الكلمتان مصدراً للفعل صام، وكلاهما تفيدان في اللغة الإمساك والتّوقف عن فعلٍ ما، أمّا شرعاً فقد ذكرت في مواضع دقيقة في القرآن والسنة النبوية يُراد بها معنى معين، وهو التّوقف عن الكلام، والشّتائم، وتناول الطّعام والشّراب، واتباع الشّهوات، والأفعال المكروهة فكلها يمسك عنها الإنسان، وقال أبو الهلال العكسري في كتابه معجم الفروق اللغوية هو أنّ الصيام الكفّ عن المفطرات مع النية ، وأمّا الصّوم هو الكف عن المفطرات والكلام كما كانت في الأديان السّابقة.
الفرق بين الصّوم والصّيام
- من الناحية الصرفية يعتبر الصيام صيغة مبالغة وهو مصدر على وزن فِعَال الذي يفيد معنى المفاعلة والمشاركة، فالصيام تتحقق في شروط المفاعلة ومضمونه مستمد من الشريعة الإسلامية ليحقق معنى فريضة الصّيام، بينما الصوم ليس صيغة مبالغة وإنّما مصدر على وزن فَعَلَ لفعل أجوف معتل الواو ولا يحقق معنى المفاعلة، والقرآن فيه معجزة واضحة عندما ذكر صيام رمضان وهو أحد أركان الإسلام الخمسة ولم يذكر صوم رمضان، فمضمون الصيام واضح في الحيوية والمشاركة وبناء الروح والجسد.
- لافرق بين الصّوم والصّيام فالمعنى واحد يفيد الامتناع عن الطّعام والشّراب والكلام الذي يغضب الله تعالى والشهوات كما حدده الشرع سواءً في صوم شهر رمضان المبارك أو صوم النوافل التي يتقرب بها العبد إلى الله عزّ وجل.
- ذكرت كلمة الصّوم مرة واحدة في القرآن الكريم عندما أمر الله تعالى السّيدة مريم بالصّوم عن الكلام وعدم التكلم مع أحد، وفي الآية نفسها أمرها الله تعالى بالأكل والشرب وهي حامل بسيدنا عيسى عليه السّلام حتى لا يضرّ بصحتها، فجاءت كلمة صوم في هذا الموضع الدقيق لعدم الإخلال في البناء اللغوي للآية، فالقرآن الكريم معجزة ربانية في القول الفصيح لكلام الله تعالى.
- ذكرت الآية الكريمة تصريفاً صحيحاً لكلمة صوم ( إنّي نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا)، ولم تذكر الآية (إنّي نذرت للرحمن صياماً)، فالمعنى واضح في أمر الله عزّ وجل للسيدة مريم عليها السلام بالإمساك عن الكلام أو الصّمت، فالكلام هو ما يميّز الإنسان به عن الحيوانات، وهو فعل يقوم به الشخص يومياً، ولهذا يترافق الصوم والصيام فمن لم يصم عن شهادة الزور والكلام السيء فلا حاجة لإكمال صيامه عن الطعام والشراب.
- ذكرت كلمة الصّيام في القرآن الكريم سبع مرات في مواضع مختلفة سواءً تختص بشهر رمضان المبارك، أو صيام النوافل ، أو صيام كفارة ذنبٍ ما.
- الصيام غير مرتبط فقط بالإسلام بل ذكرت كلمة الصيام في المسيحية، وهو الانقطاع عن الطعام والشراب والأعمال السيئة.