تعريف ومعنى اللغة
اللغة هي أداة من أدوات المعرفة، وهي أداة التواصل والتفاهم بين الأفراد، وتتكوّن من مجموعة من الإشارات والرموز، ويستحيل بدونها القيام بأي نشاط معرفي بين الناس، واللغة مرتبطة بالفكر الإنسانيّ في التواصل مع الآخرين أو في التفكير الباطنيّ، بحيث يتوصّل منها إلى الفكرة أو العمل المراد إنجازه، وقد عرّفت اللغة أيضا على أنّها مجموعة من الأصوات، يعبّر من خلالها الأفراد عن أغراضهم.
أصل اللغات ومواطن ظهورها
كان أصل اللغات ومكان ظهورها مدار نقاشٍ وبحث العلماء منذ قرون عدّة، حيث لمّ يتمّ الاستدلال على الأصول الفعليّة للغات أو عمرها لانعدام الأدلة المباشرة والواضحة، الأمر الذي أدّى إلى صعوبة دراسة نشأتها، فاللغات هي موروث محكيّ يستحيل العثور على أصوله على شكل أحافير كتعرف ما هو الأمر حيال المواد الأثريّة الملموسة.
إنّ ثمّة اتفاق أنّ أصل اللغات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسلوك الإنسان، ولمحدودية الأدلّة حول أصول اللغات فقد صنّفت على أنّها موضوع غير صالح للدراسة الجادّة العميقة.
علم اللسانيّات
علم اللسانيات وهو العلم الذي يتعلّق بنشوء وتطوّر اللغات المختلفة، بحيث يهتمّ هذا العلم بدراسة جميع اللغات الإنسانيّة، وتراكيب وخصائص تلك اللغات، وقد توصّلت الأبحاث والدراسات إلى أنّ هذا العلم قد ظهر في الهند، وكان للعقيدة الدينيّة دورٌ كبير في التأسيس له سنة ألفين وخمسمئةٍ قبل الميلاد، بعد أن لاحظ عددٌ من الكهنةِ اختلاف اللغة المستخدمة في شعائرهم الدينيّة عن لغة الفيدا، وأنّ نجاح طقوسهم مرهونٌ باستخدامهم اللغة القديمة، الأمر الذي جعلهم يعملون على إعادة إنتاجها.
بدأ الأوربيون اهتمامهم باللغات وعلم اللسانيات عن طريق الفلاسفة اليونانيّين ومعلمهم الأول أرسطو، فدرسوا العلاقة بين الأفعال والأشياء والأسماء، ليتمّ التعرّف على القواعد التي تحكمها وعلى أساسها تمّت صياغة مبادىء النحو، وفي القرن الثالث قبل الميلاد قاموا بتقسيم مفردات اللغة إلى عدة صيغٍ من الأسماء والأفعال المتعدّدة الأزمنة، وقاموا بتحديد أشكال الخطاب.
توسّع الرومان في الشروحات التي وضعها فلاسفة اليونان في الأساليب اللغويّة ومجالات استخدامها، وفي القرن الرابع للميلاد قام آليوس دوناس بصياغه عامّة للنحو اللاتينيّ، وقام بشرح تلك الصيغ اللغوية بريسكيان في القرن السادس للميلاد، وبقيت تلك القواعد على حالها حتى يومنا هذا.
عمل السير وليام جونز على تأسيس علم اللسانيات المقارن، وأشار إلى وجود علاقة بين اللغات السينسكريتيّة واللاتينيّة واليونانيّة، الأمر الذي يوحي بأنّ مصدر نشوئها واحد للتشابه الذي يربطها، واهتم علم اللسانيّات بدراسة الكيفيّة التي تشكّلت بها كلمات وعبارات اللغات على اختلافها، حيث قام علماء اللسانيّات بتكوين (عائلات لغويّة) تمّت صياغتها على شكل شجرة عائلة لكلّ مجموعةٍ لغويّة ذات منشأ واحد.
اللغة العربية
اللغة العربيّة تنتمي إلى أحد فروع اللغة السامية التي تم تقسيمها إلى أربع مجموعات، هي:
- مجموعة الشمال الأقصى، متمثلةٌ باللغة الأكاديّة - البابليّة الأشوريّة - والتي تعتبر من أقدم اللغات الساميّة التي تم توثيقها، والتي سادت في الفترة الواقعة بين العام ثلاثة آلاف قبل الميلاد حتى القرن الأول للميلاد.
- مجموعة الشمال الأوسط، والتي تضم اللغة العبريّة القديمة والمستحدثة، إلى جانب اللغة الفينيقيّة والأوغاريتيّة والسريانيّة والآراميّة.
- مجموعة الجنوب الأوسط، وهذه المجموعة تضمّ اللغة العربيّة الفصحى، بالإضافة للهجات عربيّة (إقليميّة حديثة) إلى جانب اللغة المالطيّة.
- مجموعة الجنوب الأقصى، وتضمّ هذه المجموعة لهجات جنوب الجزيرة العربيّة وتنحدر تلك اللهجات من أصول لغاتٍ تعود لممالك قديمة في المنطقة كمملكتي سبأ ومعين، بالإضافة للغة الأمهريّة والأثيوبيّة التقليديّة والإقليميّة.