حقوق الإنسان
يتمتع الإنسان بمجموعة من الحقوق والحريات، وتمنحه هذه الحقوق الحفاظ على كرامته وقيمته الإنسانية، وبذلك يحظى بالأمن والأمان ويتمتع بهما فيجعلا منه إنسانا قادرا على تنظيم حياته واتخاذ قرارات مناسبة، ويعتبر منح الإنسان حقوق وحريات خاصة به وسيلة لبث العدل وتحقيق السلام في جميع أنحاء العالم، وانتهاك أي من هذه الحقوق وتقييد لأي من الحريات فإنها تقود للكوارث والهمجية.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
تبنت الأمم المتحدة إعلان وثيقة حقوق دولية في العاشر من شهر ديسمبر عام 1948م ويدور محورها حول الرأي العام للأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان المحمية، وتتكون هذه الوثيقة من ثلاثين مادة تساعد على عكس رأي الجمعية العامة بحقوق الإنسان التي يضمنها للإنسان، وتم ضم هذه الوثيقة تحت مسمى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
احتلت وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مكانة هامة في نصوص القانون الدولي، وخاصة بعد أن اتحدت مع وثيقتي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وشكلت بمجملها ما يسمى بلائحة الحقوق الدولية، واستمدت هذه اللائحة قوتها القانونية ومتانتها من القانون الدولي.
نشأة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
كانت بدايات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تم اعتماده في ميثاق الأمم المتحدة أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتم إقرار أربع حريات تتمثل بحرية التعبير، وحرية التجمع، والتحرر من الخوف، والتحرر من الحاجة، ويلعب هذا الميثاق دورا هاما في الحفاظ على حقوق الإنسان والإيمان بها، وألزمت الأمم المتحدة جميع الحلفاء في الحرب على احترام هذه الحقوق المقررة وتطبيقها دون أي تفرقة بين الأفراد، وجاء ظهور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على خلفية ما ارتكبته الحركة السياسية النازية بقيادة هتلر من جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان بعد الحرب العالمية الثانية، فجاء ليلزم الدول والأفراد بتنفيذ أحكام ميثاق الأمم المتحدة المرتبطة بحقوق الإنسان.
صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وصياغته، بعد أن صاغه الكندي جون بيترز همفري بمساعدة اليانور روزفلت من الأمم المتحدة ومن فرنسا كل من جاك ماريتان ورينيه كاسان واللبناني شارل مالك، ومن الصين جيم تشانغ، وصدرت المصادقة في العاشر من شهر كانون الأول عام 1948م، إذ امتنعت عن التصويت ثماني دول، وصوتت بالموافقة ثمان وأربعون دولة.
مشروع الإعلان
عقد أول اجتماع للجنة التي صاغت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1947م إذ خرج الاجتماع بقرار منح أرملة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت السيدة إليانور روزفلت مسؤولية رئاسة اللجنة، ويساندها الفرنسي رينيه كاسين، ويتولى مسؤولية مقرر اللجنة اللبناني شارل مالك، بينما منح منصب نائب رئيس اللجنة لكل من الصيني بونغ شونغ شانغ والكندي جون همفري، ومن أبرز الحقوق التي أقرها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هي حق العمل، وحق الراحة وقضاء وقت فراغ، وحق الرفاهية، وحق المساواة في الأجر.