ضعف الشخصية
إذا كان الطفل ضعيف الشخصية فإن هذا لا يعني أنه ولد بهذه السمة، فضعف الشخصية لا يولد مع الإنسان ولكن يكتسب اكتسابا بفعل العديد من العوامل المختلفة التي يتعرض لها منذ مراحل الطفولة، ومن هنا فإن عملية تكوين وتشكيل شخصية قوية للطفل تبدأ منذ مراحل عمرية صغيرة جدا، فالتربية عملية تراكمية، تبدأ سنة بعد سنة وتستمر إلى ما شاء لها الله أن تستمر.
بما أن الشخصية القوية هي من أهم متطلبات النجاح في الحياة في المستقبل، فهذا يعني أنها من الأساسيات التي يجب أن تغرس في الطفل منذ عمر مبكر جدا، ودون تأخر، وباتباع احسن وأفضل الأساليب، وليس من خلال تلك الأساليب الهمجية التي يتبعها عدد لا بأس به من الأهالي في تعاملهم مع أبنائهم، وتربيتهم لهم.
تقوية وتنمية شخصية الطفل
من أبرز الطرق ووسائل التي تساعد على بناء شخصية قوية للطفل، تجعله قادرا على مواجهة التحديات، والأزمات بكل قوة وثبات ما يلي:
- يجب الابتعاد عن مقارنة الطفل سواء بأقرانه أو بأي شخص آخر، فكل إنسان يختلف عن الآخر، وكل طفل خلقه الله تعالى مميزا؛ فالمقارنات من أكثر ما يهدم شخصية الطفل، لهذا وجب الحرص والابتعاد عن هذا السلوك السيء بشكل نهائي.
- يجب تشجيع الطفل وتحفيزه على اللعب، خاصة مع أقرانه وفي مجموعات؛ فهذا النوع من أنواع اللعب كفيل بتغيير شخصية الطفل، وجعله قادرا على اكتساب شخصية قوية، فالطفل أثناء اللعب يحتاج إلى اتخاذ القرارات السريعة، وإلى الإبداع، وإلى حتى القيادة، مما سيخلق لديه شخصية قوية جذابة.
- يجب إبعاد الطفل عن إدخاله ضمن القوالب النمطية الجاهزة التي التي يفرضها المجتمع أو التي تفرضها الأعراف والعادات والتقاليد، فلكل طفل شخصيته الخاصة التي ينبغي على الأهل تنميتها فيه، لا أن يقتلوها لأجل الحصول على نسخة مشابهة لأحدهم.
- يجب على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة لطلفلهما، فهما من أكثر الأشخاص الذين يتعامل الطفل معهم ويحتك بهم بشكل يومي، كما أنهما من أكثر الأشخاص المقربين منه، لهذا فالطفل يتأثر بهما بشكل كبير، مما يؤدي إلى تعلمه الشيء الكثير منهما، واقتدائه بكل ما يقومان به من سلوكيات مختلفة.
- يجب على الأهل أن يعرفوا تمام المعرفة حجم قدرات أبنائهم، وطبيعة المواهب التي يمتلكونها، والأفكار التي تدور في نفوسهم؛ فهذه المعرفة ضرورية لتقليل الفجوات بين الأهل وبين طفلهم.
- يجب أن يترك الطفل ليتصرف على طبيعته، وذلك حتى يستخرج كل ما لديه من قدرات وإمكانيات، ومواهب حباه الله تعالى بها، وجعلها من العلامات و دلائل التي تميزه عن باقي أقرانه.
