التثيقف الذاتي
يصل الإنسان إلى النجاح في حياته العملية عبر عمليتي التعليم والتثقيف الذاتي الذي يؤهله لتخطي العقبات العملية والاجتماعية، وبسبب طبيعة العصر الذي يتطلب الكثير من المهارة الفردية لتحقيق التميز والوصول إلى الأهداف المنشودة بسهولة يحتاج المرء إلى التثقيف نفسه لكي يكتسب مهارات معرفيّة جديدة، والتثقيف علمية يومية لا يجب أن تنتهي ما دام الشخص قادراً على التعلم، وذلك في حدود قدراته وإمكانياته التي تختلف من شخص لآخر، وهنا يكون من الهام معرفة الأسلوب الذي يتمكن الفرد من خلاله بالتثقف بصورة يومية.
ثقف نفسك كل يوم
القراءة والبحث
لا شك في أنّ القراءة هي مفتاح المعرفة والتعلم لدى الإنسان، وعلى كل فرد يريد أن يزيد من ثقافته بشكل يومي أن يجعل القراءة إحدى العادات التي لا يتخلى عنها، وذلك عبر تخصيص ساعة يومياً للقراءة العامة في كافة المجالات، بدءاً من الصحف اليومية ومتابعة التحليلات السياسية والاقتصادية، وصولاً إلى قراءة الأدب والتاريخ والفلسفة في شكل مقالات عامة والانتقال منها إلى البحث في مجالات متخصصة، ويفضّل أن يكون التركيز على البحث في المجال الأكثر قرباً من نفس الفرد وموهبته، للوصول إلى درجة عالية من التميز والاحترافية، الأمر الذي قد يصل إلى حد الإبداع في هذا المجال أو ذاك.
التاريخ والسياسة
الشخص المثقف هو شخص واعٍ لكل الأحداث التاريخيّة المرتبطة ببلده والمنطقة التي يعيش فيها، ومعرفة التاريخ تمنح الإنسان قدراً كبيراً من الوعي بما هى اسباب الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة التي تعيشها بلده، كما أنها متداخلة في أكثر من جانب بعلوم السياسية الحديثة التي لا تخلو منها أي مناقشة عامة مع الأصدقاء أو حتى الغرباء.
النقاش
يعيب الناس على المثقفين انعزالهم عن مجتمعاتهم وعدم فهمهم الحقيقي للمشاكل وعيوب الجارية بسبب عدم معايشتهم لها، لذا يجب أن تكون المناقشات العامة مع الأشخاص ذوي الخبرة جزءاً أساسيّاً من عملية التثقيف اليومي، سواء مناقشة زملاء العمل أم الجيران في الأمور العامة، أم مناقشة المتخصصين في الأمور العلمية والخاصة التي قد يعجز المرء عن إدراكها بالكامل أو الاقتناع بها دون مناقشة جادة، وأصبح من السهل الوصول إلى المتخصصين عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ المختلفة ومنصات الحوار العامة على الإنترنت، وتؤدي المناقشات المختلفة إلى تنمية حس اجتماعيّ راقٍ في فن الاستماع والرد والإقناع، الأمر الذي يزيد من قدر المرء في أعين الآخرين.
الحافز
من السهل القول إنّ الثقافة هامة للفرد، وإنّ التثقيف اليومي طريقة ممتازة لتمنية معرفة ومدارك كل من يريد التقدم، ولكن عدم وجود حافز قوي قد يجعل الإنسان مستمراً في ممارسة الأفعال اليوميّة دون تحقيق أي إنجاز، لذا يجب وضع هدف جاد وكبير تكون عملية التثقيف اليومية جزءاً أساسيّاً من طريق الوصول إلى هذا الهدف، سواء كان اجتماعيّاً أم عملياً.