كثرة التفكير
تمر بنا في كل يوم العديد من المواقف والأحداث التي تستوقفنا لنتأملها ونأخذ العبرة منها ثم نمضي، وتكون هذه المواقف والأحداث بانية للخبرات لدينا ومساعدة في خوض معترك الحياة بكل قوة، فالحياة مدرسة كما يقولون نتعلم في صفوفها ونتدرج فيها حتى نكون أصلب عودا وأقدر على مواجهة الصعاب.
هناك بعض الناس من يقف عند أي أمر يعتريه أو حادثة تمر به ويمعن التفكير فيها لدرجة أن يعيقه هذا التفكير عن التقدم نحو الأمام بطرق وخطوات جديدة، فتراه قابعا في مكان واحد حبيس أفكاره يبتسم تارة ويحزن تارة أخرى، وربما نراه يغضب وينفعل وهو جالس في مكانه لا يبرحه، لذا وجب علينا أن نجد حلا لمن تستبد به الأفكار وتعصف به لتوصله إلى هذا الحد الذي تجعله سجينا لها ولتقلباتها.
كثرة التفكير ما له وما عليه
لا شك أن التفكير كما أسلفنا هو باب من أبواب الاتعاظ بما يجري حولنا من مواقف، وهو أيضا السبيل إلى القيام بأفعال ذات جدوى ونفع ترجع بالفائدة على العالم أجمع، كأفكار العلماء التي قدمت للبشرية الاختراعات والاكتشافات الثمينة التي نرفأ بظلالها حتى هذا اليوم، ولكن ما يجب التخلص منه والتغلب عليه هو التفكير الدائم والشديد الذي لا يأتي بالفائدة وإنما يورث الكآبة والحزن ويجعل منا أشخاصا مسلوبي الإرادة مستلسمين للأوهام والتخيلات.
طريقة التغلب على كثرة التفكير
حاول أن تملأ أوقاتك بأعمال نافعة ومفيدة، فكثيرا ما تتسرب إلينا الأفكار وتطرق ووسائل باب أسماعنا حين يملأ الفراغ بيوتنا وأنفسنا ولا نجد ما نصنعه سوى الخوض في سراب الخيال، وبناء الأبراج العاجية، والأحلام الوردية، ونسج الأوهام، ونحن جالسون في واقع لا نبرحه دون تغيير فعلي على أرض الواقع، فالواجب أن تنهض سريعا من مكانك وتبدأ بالعمل النافع الذي تقضي به على فراغك أولا وتحقق به نتائج إيجابية على أرض الواقع.
حين ترى سحابة الأفكار قد بدأت تلقي بظلالها عليك حاول فورا أن تغير من وضعيتك التي أنت عليها، فإذا كنت جالسا على كرسيك فقم وحاول أن تتمشى قليلا، وإذا قمت بغسل وجهك وشرب كأس من الماء مثلا واستنشاق هواء منعش في خارج البيت فهذا أدعى لأن يجدد عليك حياتك ويطرد عنك سحابات الأفكار العقيمة التي لا تنجب إلا الفشل.
حاول أن لا تجلس وحيدا فكثرة الخلوة هي باب من أبواب البعد عن التواصل الفعال مع معطيات الحياة وتطوراتها وبالتالي تبقيك داخل معتزل الأفكار والخيالات.