ميخائيل نعيمة
ميخائيل نعيمة هو أحد قادة النهضة الثقافية والفكرية، وأحد المنادين بالتجديد الذي أدى إلى اليقظة، نعيمة هو مفكر ومسرحي وقاص وشاعر وكاتب وناقد، تأمل كثيرا في الحياة والإنسان، وله إرث ضخم من الكتابات والمؤلفات بعدة لغات هي العربية والروسية والإنجليزية.
حياة ميخائيل نعيمة
ولد نعيمة في جبل صنين وتحديدا في بسكنتا في لبنان، في تشرين الأول عام ألف وثمانمئة وتسعة وثمانين، وأكمل تحصيله الدراسي في مدرسة (الجمعية الفلسطينية) هناك، وتوجه بعدها إلى أوكرانيا ليتابع دراسته الجامعية، وأثناء دراسته الجامعية استطاع الاطلاع على الأدب الروسي عبر قراءته العديد من المؤلفات، ومن ثم توجه للولايات المتحدة الأميركية لإكمال دراسة الحقوق فيها، وقد استطاع الحصول على الجنسية الأميركية في تلك الفترة.
انضم نعيمة إلى (الرابطة القلمية) التي أسسها الأدباء العرب في المهجر، وعين نائبا لجبران خليل جبران فيها.
في عام ألف وتسعمئة واثنين وثلاثين عاد نعيمة إلى مسقط رأسه في لبنان، ووسع نشاطه الأدبي هناك، وقد أطلق عليه لقب (ناسك الشخروب)، وبقي هناك حتى وافته المنية في الثاني والعشرين من شهر فبراير عام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين بعد أن ناهز المئة من عمره.
أدب ميخائيل نعيمة
يعتبر نعيمة من أوائل الأدباء العرب المحدثين الذين اطلعوا على الثقافة الغربية، وعلى وجه الخصوص على الأدب الروسي والأميركي، بحيث أدى هذا الأمر إلى تميز نتاجه الأدبي الذي اتسم ببعده عن أي تعصب مذهبي وديني. بالإضافة لهذا كانت له العديد من المحاولات لتبسيط مفردات اللغة العربية وتخليصها من الزيادات والزخارف، وتقريبها إلى الأسلوب التصويري لواقع الأحداث.
استفاد نعيمة من دراسته للأدب العربي والغربي في تطوير أسلوب كتابة القصة القصيرة، وأيضا في عملية تدوين مسيرة حياته على مدار سبعين عاما من خلال محاولته لكتابة سيرته الذاتية عن طريق كتاب (سبعون). فيما يتعلق بالنقد فقد حاول نعيمة تجديد أصول النقد العربي بحيث طور الأدب العربي بشكل يساير الحياة وتطورها، وجدد المواضيع وابتعد قدر الإمكان عن المواضيع والأحاديث المكررة، ومن أشهر أعماله في هذا الصدد كتاب (الغربال)، الذي رفض فيه أن يكون الأدب مجرد صدى للحياة، بل دعا فيه إلى التطور.
نتلمس من خلال متابعة أدب نعيمة ميله الشديد للطبقات المهمشة والكادحة، فقد تناول في أدبه العديد من القصص التي تروي حياة الفقراء والمشردين، ودعا إلى حمل هموم الأمة ومشاكلها والسعي في تحقيق كل ما من شأنه أن ينهض بالأمة ويرفع من شأنها، فقد دعا إلى أن يكون الكاتب هو رسول أمته من خلال تناوله مشاكل وعيوب تلك الأمة وقضاياها في كتاباته. تميز نعيمة بصدقه في تصويره لقصصه، وتجنب المبالغة في سرده للتفاصيل، وأدى هذا الأمر إلى تلمس الصدق الفني والنفسي معا في أعماله، بالإضافة لهذا فإن نعيمة كان مجددا في مفرداته وأساليبه، بحيث كان أسلوبه أقرب للوفاء والإخلاص للمعنى المراد إيصاله.
كان نعيمة ميالا إلى النزعة الصوفية في أعماله، بنقاء النفس وبساطة العيش، ويعود هذا الأمر لدراساته العميقة للديانات المسيحية والإسلامية وغيرها من الديانات، وتميز ببساطة ووضوح الأسلوب، وكان صريحا في مجال السرد والوصف والتصوير، لديه قدرة كبيرة على الإقناع و ماسك والجدل العقلي السلس، وكان ميالا إلى التفاؤل في أسلوبه، ومبشرا بالحب والجمال والخير.
الميراث الأدبي لميخائيل نعيمة
لنعيمة العديد من الأعمال القصصية والشعرية، ومنها:
- الأعمال القصصية: كانت أولى مجموعاته القصصية تحمل عنوان (سنتها الجديدة)، تليها قصة (العاقر)، تغيب فترة طويلة عن الكتابة القصصية وعاد بأعظم قصصه الموسومة والتي حملت عنوان (مرداد)، وبعدها أصدر قصة (أبو بطة)، ومن ثم مجموعته القصصية التي وضعت مقابل كتاب جبران النبي، وأطلق عليها اسم (أكابر).
- الروايات: ألف نعيمة رواية وحيدة أطلق عليها اسم (مذكرات الأرقش).
- المسرحيات: ألف نعيمة مسرحية (الآباء والبنون) بالإضافة لمسرحية (أيوب).
- المؤلفات الشعرية والقصائد: ولنعيمة مؤلف شعري واحد هو عبارة عن مجموعة شعرية أطلق عليها اسم (همس الجفون)، ونظم قصيدة (النهر المتجمد).
- المقالات والدراسات ومن أهمها: جبران خليل جبران، وكان ما كان، والمراحل (دروب)، وزاد المعاد، وكرم على درب الأوثان، والبيادر، والنور والديجور، وصوت العالم، وفي مهب الريح، واليوم الأخير، وأبعد من موسكو ومن واشنطن، وفي الغربال الجديد، وهوامش، ويا بن آدم، ونجوى الغروب، ورسائل من وحي المسيح، وقد عرب كتاب (النبي) لجبران خليل جبران.