القصة والرواية
تتعدد أشكال النثر الأدبي في اللغة العربية ومن أبرز أنواع الفنون النثرية هي القصة والرواية، فهما من الأعمال الأدبية التي يبرع كاتبها بفرض أسلوبه وخياله الخاص لجذب القارىء لإكمال قراءة القصة أو الرواية من خلال الأسلوب الشيق الذي يغلب عليها. يخلتط على الكثير من الأشخاص التفرقة ما بين الرواية والقصة؛ فكلاهما يصوران فكرة معينة أو موضوعا مختلفا يريد كاتبه أن يتحدث عنه، سنتعرف معا على الفرق ما بين القصة والرواية ومفهوم وتعريف ومعنى كل منهما.
مفهوم وتعريف ومعنى القصة
القصة هي نثر أدبي قصير يتناول في مضمونه الحديث عن حادثة واحدة بأسلوب حواري تقوده شخصيات القصة التي تختلف في أسلوبها وظروفها، وينتهي القارئ من قراءة القصة خلال جلسة واحدة، وتتكون القصة من عدة عناصر وهي: الفكرة، والبناء، والحدث، والعقدة (حبكة القصة)، والأشخاص، والزمان، والمكان، ومن أبرز كتاب القصة القاص محمود تيمور، وتوفيق الحكيم، ومحمد تيمور، وغيرهم من الرواد الآخرين.
مفهوم وتعريف ومعنى الرواية
هي نثر أدبي طويل يسترسل ويستطرد الرواي في كتابتها، وتدور حول القضايا الاجتماعية والأخلاقية، والبعض منها يهدف للمتعة والتسلية، ولا يستطيع القارئ أن ينتهي من قراءتها خلال جلسة واحدة، بل يحتاج إلى وقت حتى يكمل قراءتها بالكامل؛ فالرواية تعتمد على السرد. ومن أبرز كتاب الرواية الكاتبة أحلام مستغانمي.
الفروقات بين القصة والرواية
- تتفوق الرواية من حيث الحجم على حجم القصة؛ فالرواية أكبر حجما من القصة؛ لأن أحداث الرواية تدور في فترة زمنية طويلة وفي تسلسل زمني، بينما القصة زمنها قصير في فترة زمنية واحدة.
- تتميز الرواية بالأحداث الكثيرة داخلها نتيجة تعدد الأشخاص فيها، بينما القصة هي تصوير لحدث واحد يقوده بطل القصة ولا يتطور فيها البطل، بينما البطل في الرواية يتطور بسبب طول الفترة الزمنية.
- يعتبر كاتب الرواية شخصا متمرسا له أسلوبه المتميز في استخدام الوصف وخلق شخصيات عديدة في الرواية وكذلك الاسترسال في الكتابة دون أن يتقيد بزمان أو مكان، بينما القصة تكون مختزلة وتطرح حبكة واحدة، وتنتهي بحلها سريعا، فلا يكون هناك استرسال في الكتابة لقلة عدد شخصيات القصة.
- ظهرت القصة منذ أقدم العصور أي قرابة ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، ومن أشهر القصص التي كتبت وترجمت هي قصص كليلة ودمنة التي ظهرت في الهند، بينما ظهر فن الرواية حديثا؛ كنتيجة الانفتاح على الغرب في منتصف القرن التاسع عشر للميلاد.
- تعتمد القصة على حبكة واحدة فقط، يستطيع البطل حلها في نهاية القصة، بينما تتعدد العقد والحبكات في الرواية؛ ولذلك تظهر أكثر من شخصية لحل العقدة.
- تكون القصة عادة من نسج الخيال؛ فهي بسيطة وتعتمد على الخرافات أحيانا، وقد تكون من التراث أيضا؛ فهي تختلف باختلاف المواضيع، بينما الرواية تكون ثقافية، واجتماعية، وعلمية، ومستمدة من واقع الحياة أحيانا.