الديمقراطية
تعتبر الديمقراطية شكلا من أشكال الحكم، حيث يشارك في رسم ملامح هذا الشكل جميع الأفراد في المجتمع المؤهلين بدون استثناء، ويتم ذلك عن طريق انتخاب ممثلين عنهم، وذلك من أجل تطوير القوانين أو اقتراحها أو القيام باستحداثها، ولذلك فإن الديمقراطية تشمل جميع الأوضاع الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، والتي تمكن الفرد من الممارسة المتساوية والحرة لتقرير مصير سياسي.
الديمقراطية كلمة اشتقت من أصول إغريقية، وتعني حكم الشعب لنفسه، والديمقراطية هي عبارة عن نظام اجتماعي متميز، يسير عليه المجتمع ويؤمن به، وتشير الديمقراطية إلى ثقافة أخلاقية وسياسية معينة، تتجلى بها عدد من المفاهيم التي تتعلق بضرورة تداول السلطة بشكل دوري وسلمي.
قيم ومفاهيم الديمقراطية
معروف بأن الديمقراطية هي عبارة عن حكم الأكثرية، لكن هناك نوعا شائعا منها وهو الديمقراطية الليبرالية، والتي تعني توفير الحماية لحقوق الأفراد والأقليات عن طريق سن القوانين وتثبيتها بهذا الخصوص، ولكن نادرا ما نجد دولة أو مجتمع قام بتبني جميع المفاهيم بشكل كامل وغير منقوص، حيث إن بعض هذه المفاهيم تعتبر أساس الخلاف التي لا تلقى إجماعا عليها من قبل دعاة الديمقراطية المتمرسين.
مبادئ التحكيم ومفاهيمها في حكم الأكثرية
هي عبارة عن مبادئ ومفاهيم، تم تصميمها لتمكين الأكثرية من منع الأقليات من شل تطبيق القوانين في الدولة ومحاولة تعطيلها، وذلك بهدف تمكين الدولة بتطبيق الاستقرار والحكم الفعال، بالإضافة للحصول على السلم داخل الدولة وخارجها، وهذه المبادئ هي:
- حكم الأكثرية.
- تجزئة الصلاحيات وفصل السلطات.
- الانتخاب والتمثيل.
- مفهوم وتعريف ومعنى المعارضة.
- سيادة القانون.
- اللامركزية.
- تداول السلطات بشكل سلمي.
الديمقراطية القديمة
تم نحت الديمقراطية بالشكل الإغريقي القديم في أثينا القديمة، وذلك في القرن الخامس قبل الميلاد، وكان ينظر لهذه الديمقراطية بشكل عام على أنها من الأمثلة الأولى التي ترتكز عليها المفاهيم المعاصرة للديمقراطية والحكم الديمقراطي، وكان ما يقارب النصف من سكان أثينا الذكور فقط لهم الحق في عملية التصويت، لكن هذا الأمر لم يكن يشكل حاجزا قوميا وليس له أية علاقة بالمكانة الاقتصادية.
بغض النظر عن أوضاع مواطني أثينا أو درجة فقرهم، فقد كانوا جميعا لهم حرية التحدث في الجمعية العمومية وأحرار في عملية التصويت، وكانوا يقومون باتخاذ قراراتهم بشكل مباشر عوضا عن التصويت لأي نائب ليقوم باتخاذ هذا القرار عنهم، ويعتبر هذا شكلا من أشكال الحكم الديمقراطي المعمول به في أثينا القديمة، ويطلق عليها الديمقراطية النقية أو المباشرة.
الشكل الأول للديمقراطية ظهر في جمهوريات الهند القديمة في القرن السادس قبل الميلاد، وحتى قبل ميلاد بوذا، وكانت تعرف تلك الجمهوريات بـ (الماها جاناباداس)، وكان من بينها جمهورية فايشالي التي كانت تعتبر أول جمهورية في تاريخ البشرية.
في القرن الرابع قبل الميلاد وتحديدا في عهد الإسكندر الكبير، قام الإغريق بالكتابة عن دولتي سامباستايي وساباركايي، وكانتا تحكمان في المساحة التي يطلق عليها اليوم أفغانستان وباكستان، وكان الحكم في تلك الدول ديمقراطيا وليس ملكيا وفق ما ذكره العديد من المؤرخين.
الديمقراطية في العصور الوسطى
قامت الديمقراطيات القديمة بالنمو في عدد من المدن الصغيرة ذات الديانات المحلية، ولهذا فإن قيام الدول الكبرى والإمبراطوريات في معظم البلدان في العصور الوسطى قد ضمت الديمقراطيات الأولى، وهذا الأمر عمل على القضاء على الدويلات الديمقراطية وفرص قيامها.
في المقابل سجلت في فترة العصور الوسطى نوعا من التطور في مجال الديمقراطية، لكنه كان تطورا على مستوى حقوق الأفراد والقيم الناتجة عن قيم الليبرالية، التي ظهرت مع فلاسفة التنوير أمثال جون لوك، وتوماس هوبز، وإيمانويل كانت، قبل حدوث أي تقدم ملموس في مجال الديمقراطية، ومن هنا ازدهرت الديمقراطية الليبرالية في الغرب.
كان للديانات الكبرى كالمسيحية والبوذية والإسلامية إسهام كبير في توطيد عدد من الثقافات والقيم، الأمر الذي أدى إلى ازدهار الديمقراطية لاحقا.