مفهوم وتعريف ومعنى الرأسمالية
تعرف الرأسمالية على أنها واحدة من أهم النظم الاقتصادية القائمة في عصرنا الحالي، والتي ترتكز بشكل رئيسي وواضح على مبدأ الملكية الخاصة لمختلف وسائل الإنتاج، بهدف خلق السلع، وتقديم الخدمات، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة أرباح الملاك، والمستثمرين.
من هذا التعريف ومعنى المقتضب، يمكن استنتاج عدة خصائص لهذا النظام، منها شيوع الأعمال المأجورة، وتراكم رؤوس الأموال، وانتشار مبدأ الملكية الخاصة من قبل فئة محددة من الناس، وغيرها. وقد ارتبطت الرأسمالية إلى حد بعيد بمبدأ الحرية، فالحرية، وانطلاق الإنسان دون قيود أو روابط من الأمور التي تخدم النزعات الرأسمالية لدى من يتبنون هذا النهج في حياتهم؛ ذلك أن القيود؛ أخلاقية كانت، أم دينية، أم اجتماعية، قد تعمل على الحد من انتشار هذا المذهب، وهذه الفلسفة.
الإنسان والرأسمالية
لم ينشأ النظام الرأسمالي من العدم، بل بني على بعض المعتقدات، والنزعات، والأفكار الموجودة أساسا في نفس الإنسان، فبعض الأشخاص ممن لا يحكمهم أي وازع ديني، أو أخلاقي، يبحثون عن الربح السريع، والكبير باستمرار، وقد كانت هذه الفئة من الناس أول فئة وجدت ضالتها في هذا النظام.
كما بني النظام الرأسمالي أيضا على حب التملك، والموجود أساسا في الإنسان، غير أن النظام الرأسمالي عمل على تضخيم هذه الغريزة، ولم يعمل على تهذيبها كما في بعض الأنظمة الاقتصادية الأخرى. ومن الأسس التي تأسست الرأسمالية عليها أيضا إطلاق الحرية كما ذكرنا أمام الأفراد، بحيث لم يعد هناك أي قيد يمكن أن يضبط الأسعار غير العرض، والطلب.
انتقادات وجهت للرأسمالية
لا يزال النظام الرأسمالي محل أخذ ورد بين الدارسين، والمحللين، ومختلف فئات المختصين، فهذا النظام وبما أنه اليوم الأكثر رواجا حول العالم، وبما أنه أيضا سبب رئيسي للعديد من النتائج التي ظهرت وتفشت في الساحة العالمية، فلا بد له من أن يحظى بهذه المكانة الخاصة على مستوى الأبحاث والدراسات.
من أبرز وأهم السلبيات، والانتقادات التي وجهت للنظام الرأسمالي أنه يسهم إلى حد بعيد جدا في تجميع الثروات، والأموال في أيدي فئة محدودة من الناس، مما يؤدي إلى حرمان العديد من الفئات الأخرى، بل وتهميشها، وتعريضها لأشد أنواع المخاطر، والانحرافات، والتطرفات.
كما أن الرأسمالية تعتبر سببا من ما هى اسباب انحراف عدد من الملاك، والمستثمرين، وميلانهم نحو بعض أنواع التطرف. ومما لا يخفى على أحد أن الآثار السلبية للرأسمالية لم تقتصر فقط على الإنسان، بل امتدت لتشمل البيئة المحيطة أيضا، وما هذا التدهور في الأنظمة البيئية والمناخية، إلا دليل على ذلك.
من الآثار السلبية التي قد لا يتنبه إليها البعض للنظام الرأسمالي، خلق الوظائف والأموال من العدم، ومن الأعمال غير المفيدة، وشيوع الثقافة الاستهلاكية بين بني البشر، مما أدى إلى وجود أزمة مالية فردية في معظم الأسر حول العالم تقريبا.
