الحق
كثيرا ما تتردد على ألستنا وفي مجالسنا كلمة الحق في معرض الحديث عن مسائل وأحوال وظروف مختلفة في الحياة، فالإنسان ومنذ أن خلقه الله تعالى على الأرض جعل له حقوقا في أمور كثيرة أولها الحق في الحياة، ومعنى أن يكون له الحق في الحياة أي أن الحياة هي أمر واجب له ولازم بصفته الإنسانية ولا يستطيع أحد أن ينتزع هذا الأمر الواجب له إلا باعتدائه هو على حق غيره في الحياة بالقتل فيقتل تحقيقها للعدالة الربانية في الأرض، كما يأتي الحق في مفهومه بمعان كثيرة ومنها :
الحق هو الله تعالى
يعتبر الحق اسم من أسماء الله تعالى طريقة لازمة له، قال تعالى (ذ?لك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير )، فالحق في الاية الكريمة يعني أن الله سبحانه وتعالى له واجب مستحق لازم على عباده الذين خلقهم وهو أن يعبدوه وحده و لا يشركوا من دونه شيئا، وأن يعلموا أن الله تعالى هو المستحق للعبادة والرجاء والدعاء والتوبة والإنابة، وأن كل ما سوى ذلك هو الباطل، فالذي يشرك بالله تعالى والعياذ بالله لا يؤدي حق الله على عباده، ومن لا يؤدي حق الله يستوجب عقاب الله وعذابه .
حق العباد على الله تعالى
بين النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف الذي رواه معاذ بن جبل أن لله تعالى حقا على العباد وهو أن يعبدوه لا يشركوا به شيئا، كما أن للعباد حق على الله، وهذا الحق هو أن يدخل الله الجنة من لا يشرك به شيئا، وبلا شك فإن هذا الحق يختلف عن حقوق العباد في أنه غير لازم أو واجب على الله، وإنما يستلزم ذلك كمال الله تعالى وتنزيهه جل وعلا.
مفهوم وتعريف ومعنى الحق في القانون
يأتي الحق بمعنى الواجب المقرر للأفراد والذي يمنحهم سلطة التصرف وفق ما يتيحه القانون في نطاق هذا الواجب المقرر؛ بحيث يحاسب كل من يعتدي على هذا الواجب المستحق للناس، وهذا التعريف ومعنى هو التعريف ومعنى القانوني لحقوق الأفراد، ويترتب على إثبات الحقوق للأفراد أن تكون لهم سلطة التصرف في حقوقهم دون أن ينازعهم أحد فيها، ومثال على ذلك حقوق الإنسان في التملك والتصرف فيما يملكه من أموال وعقارات وغير ذلك؛ بحيث تكون له سلطة كاملة في التصرف فيها بيعا وشراء وتوكيلا وغير ذلك من دون أن يتدخل أحد في قراراته ودون أن يعتدي على حقه في ذلك أحد، ومن يعتدي على هذا الحق يتعرض للمساءلة والمحاسبة أمام القانون.