أبو هريرة
برز اسم الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه كواحد من كبار الصحابة الأجلاء الذين حفلت بذكرهم كتب السير والأحاديث النبوية الشريفة، فقد اشتهر الصحابي أبو هريرة برواية الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام حتى روى عنه ثمانمئة من الصحابة والتابعين، فتعرف على ما هى سيرة هذا الصحابي الجليل؟ وأين كان مولده ونشأته الأولى؟
ولد الصحابي الجليل أبو هريرة في قبيلة دوس التي سكنت جنوب مكة المكرمة في منطقة الباحة تحديدا، وقد كان دين القبيلة كدين كفار قريش حيث الضلال والشرك بالله تعالى، وقد شاءت الأقدار أن يلتقي الطفيل بن عمرو الدوسي، وكان أحد وجهاء دوس بالنبي عليه الصلاة والسلام وهو يدعو الى الإسلام في مكة، وقد آمن الطفيل بن عمرو الدوسي برسالة الإسلام ليرجع إلى قومه دوس فيدعوهم إلى الإسلام، ومن بين الذين استجابوا لدعوة الطفيل من قومه رجل اسمه عبد شمس بن صخر وهو اسم أبو هريرة قبل الإسلام.
دعا النبي عليه الصلاة والسلام مرة لقبيلة دوس بقوله اللهم اهد دوسا وائت بهم، فآمنت قبيلة دوس وأتت مهاجرة إلى الله ورسوله في السنة السابعة للهجرة وفيهم أبو هريرة رضي الله عنه؛ حيث التقى بالنبي عليه الصلاة والسلام وسماه حينئذ بعبد الرحمن بدل عبد شمس .
ويرجع سبب تسمية الصحابي الجليل أبو هريرة بهذا الاسم إلى أنه كان يرعى الغنم لقومه، وكانت عنده هرة صغيرة يحبها، وقد كان يضعها في الليل في شجرة ثم في النهار يأخذها معه.
صفات أبو هريرة
وقد اشتهر رضي الله عنه بالحفظ الشديد والورع والزهد في متاع الدنيا؛ حيث كان من أهل الصفة وهم فقراء المسلمين الذين كانوا يبيتون في مسجد رسول الله، وقد كان أكثر من روى عن النبي عليه الصلاة والسلام الأحاديث من الصحابة حتى عوتب في ذلك أكثر من مرة فكان رده أنه كان رجلا فقيرا يلازم النبي عليه الصلاة والسلام كثيرا فيسمع منه في وقت انشغل فيه كثير من الصحابة رضوان الله عليهم بالتجارة والصفق في الأسواق، كما حدث مرة أن كان في مجلس النبي الكريم؛ حيث قال النبي فيه: من يبسط رداءه حتى يفرغ من حديثي ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئا كان قد سمعه مني..! فبسطت ثوبي فحدثني ثم ضممته إلي فوالله ما كنت نسيت شيئا سمعته منه، فأخذ أبو هريرة بوصية النبي عليه الصلاة والسلام فلم ينس حديثا سمعه عن النبي بعد ذلك .
وقد كان رضي الله عنه محببا إلى نفوس الخلق فلا يسمع به أحد من الناس إلا أحبه ببركة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام له بذلك.