الفخار
يطلق اسم فخار على الأشياء التي يتم تشكيلها من الطين ومن ثم حرقها، وتشمل جميع أنواع السيراميك، من السيراميك الخشن المعتم غير المزجج والمنقوش، إلى القاشاني، والصيني المصنوع من أصفى أنواع الكاؤولين الأبيض والذي يرقى بنقوشه إلى مستويات فنية عليا.
إن الفخار من المواد المستخدمة منذ القدم، ولم يقتصر استخدامها على منطقة معينة، بل انتشرت في مختلف بقاع الأرض، وبالرغم من أن بداية الفخار تعود للعصور القديمة، إلا أنه ما زال مستخدما في وقتنا الحاضر، وفي مقالتنا هذه فإننا سنتناول هذا الموضوع الهام بكل جوانبه، من طريقة وأماكن تصنيعه وغيرها.
صناعة الفخار
تتشابه عملية تصنيع الفخار بكل أنواعه بالتالي: يتم استخدام دولاب الخزاف وباليد يتم تشكيل العجينة، ومن ثم يتم تجفيف القطعة المشكلة بشكل بطيء، وتوضع القطعة المشكلة بالنار ليتم حرقها في فرن، كي يعطيها الصلابة، وتصل درجة حرارة الفرن إلى 1300 درجة مئوية، لبعض أنواع الخزف الصلبة، ويتم التزجيج باستخدام مواد التزجيج من بوروسيليكات الرصاص والفلسبار وغيرها اعتمادا على طبيعة الخزف، والتي يتم رشها على الأواني المصنوعة؛ لتحرق بعد ذلك مرة ثانية على درجة حرارة أقل من 1000 درجة مئوية.
يكون التعدد في الأنواع ناتجا عن التباين في طبيعة العملية المذكورة آنفا، فالأنواع الطينية يتم حرقها تحت درجة حرارة منخفضة نوعا ما، أما الأنواع الحجرية فيتم رش ملح الطعام عليها قبل أن تحرق تحت درجة حرارة مرتفعة، ومع ذلك فتبقى معتمة، أما الخزف الذي يتصف بأنه نصف شفاف ورقيق، فيتم حرقه مرة ثانية مع مواد التزجيج، وتكون درجة حرارة الفرن مرتفعة، في حين أن الأنواع الممتازة من الصيني تتم إضافة النحاس والفضة في تزجيجها، ومن ثم تحرق مرة ثالثة، وبهذه الطريقة يتم صنع الميوليقا، أو القاشاني الإيطالي، والإسباني.
صناعة الفخار قديما
صناعة الفخار من الفنون المعروفة في أغلب البلدان وأقدمها، فاستخدم الإنسان قديما الأقداح المصنوعة من الطين والقدور، وتوجد نماذج عديدة من الفخار والخزف بقيمة فنية وتاريخية عالية، فقد استخدمه الآشوريون في كتاباتهم وكذلك البابليين، وتنوعت نماذج الفخار التي تم إيجادها في مقابر قدماء المصريين، بعضها صنع باليد ويمتاز بخشونته، وبعضها فاخر يمتاز بروعة ألوانه، وكان الأخضر والفيروزي الناصع والأزرق من أهم الألوان التي تميز بها الفخار المصري، وقد استخدم الأشوريون الأواني المزخرفة والمزججة ، وكذلك الحال مع الفينيقيين.
للأواني الإغريقية شهرتها المعروفة، حيث تفوق الإغريق في صنع الخزفيات المتعددة الألوان، لا سيما الأحمر والأسود، وفي الصين ظهرت خزفيات جميلة تتمثل في أواني الشاي الكبيرة المعروفة بجمال نقوشها، كما اشتهر الفخار الفارسي بعظمته، لجماله الأخاذ وانسجام ألوانه.
أخذ الأوروبيون يقلدون الخزف الصيني في القرنين السابع عشر والثامن عشر، واشتهرت صناعته في العديد من المدن الأوروبية مثل: سيفر بفرنسا، وديلفت بهولندا، وكولون ودرسدن بألمانيا ، وستافوردشر، وغيرها بإنجلترا، أما في أمريكا، فقد صنع الخزف الصيني في ولاية فيلادلفيا لأول مرة عام 1769م ، وقد تطورت صناعته بعد ذلك في العديد من مناطق الولايات المتحدة الأمريكية، وأخيرا لا ننسى أن الخزف الإسلامي هو من اجمل وافضل الأنواع التي يشهد لها على مستوى العالم.