الأرض
إن الناظر لكل ما في الكون يرى لوحة تزخر بكل تعرف ما هو جميل وعظيم في آن واحد، فالسماء مرفوعة دون عمد تتكئ عليه، والأرض مبسوطة تحمل روائع الأنهار والسهول والجبال على سطحها، والثروات المعدنية المختلفة في جوفها، فيتساءل المتأمل في الأرض عن طريقة تشكل هذه المظاهر بهذا النسق والترتيب، لتكون مقالتنا هذه خير إجابة عما يدور في خلده حول عوامل تشكيل سطح الأرض، ولكننا قبل ذلك سنعطي تعريفا للأرض، ومن ثم نخوض في موضوع العوامل المشكلة لسطح الأرض.
إن الأرض هي كوكب ضمن المجموعة الشمسية، وتقع بين كوكبي الزهرة و المريخ، وقد أدى موقعه هذا إلى صلاحيته لعيش الإنسان والحيوان والنبات، نتيجة لاعتدال درجة حرارة جوه، وتوفر الغلاف المائي والهوائي على الأرض.
عوامل تشكيل سطح الأرض
يتكون سطح الأرض من العديد من المظاهر التضاريسية كالهضاب والجبال والسهول والوديان والأغوار، ويرجع تشكلها إلى العاملين التاليين.
عوامل داخلية بطيئة
وهي التي تحدث في جوف الأرض، وتستغرق ملايين السنين حتى نشاهد أثرها على سطح الأرض، ومن ضمنها:
- الالتواءات: والتي تحدث كنتيجة للضغط الذي تتعرض له طبقات الصخور من جوانبها أو من أسفلها، الأمر الذي يؤدي إلى ثنيها للأسفل فتتشكل المنخفضات كتعرف ما هو الحال مع الأودية أو قد تنثني للأعلى فتتشكل الجبال الالتوائية.
- الانكسارات: وهي التي تحدث بفعل الضغط الكبير الذي تتعرض له الطبقات الصخرية الأمر الذي يؤدي إلى انكسارها، وينتج عنه تشكل الجبال الانكسارية كجبال البحر الأحمر، أو تشكل المناطق المنخفضة كغور الأردن الواقع بين فلسطين والأردن.
عوامل داخلية سريعة
نشاهد تأثيرها على سطح الأرض حال وقوعها، مثل:
- الزلازل: وهي الحركات الاهتزازية الحادثة نتيجة لانكسار بعض الصخور في القشرة الأرضية، لتكون النتيجة هي رفع أجزاء وانخفاض أجزاء أخرى من سطح الأرض، وحدوث انهيارات أرضية وتشققات في أحيان أخرى.
- البراكين: وتعرف على أنها اندفاع الغازات والمواد المنصهرة من جوف الأرض إلى السطح، وبعد تراكمها وبرودها، تتشكل منها الجبال البركانية كهضبة فوجي البركاني الموجود في اليابان، أو الهضاب كتعرف ما هو الحال مع هضبة الجولان في سوريا.
العوامل الخارجية
أي تحدث فوق الأرض، وتتضمن الأمواج والرياح والأمطار والمياه الجارية؛ فعلى سبيل المثال تقوم المياه الجارية بتفتيت الصخور، ومن ثم نقلها من المناطق العالية إلى المناطق المنخفضة، لا سيما في المناطق الغزيرة الأمطار، كما تنقل الرياح التراب من مكان وترسبه في مكان آخر، وهكذا مع استمرار هذه العملية فترة طويلة من الزمن فإن مظاهر جديدة تظهر للعيان على سطح الأرض.