الوطن
الوطن هو المكان الذي يولد الإنسان فيه وينشأ على أرضه منذ نعومة أظفاره حيث يكبر ويترعرع في أكنافه، ويحمل هويته التي تميزه عن غيره، وهو أثمن ما في الوجود، الوطن لا يعبر عن الحيز الجغرافي الذي يشغله بل هو المكان الذي لاقى فيه الإنسان عائلته وأصدقاءه، وتعلق برائحة ترابه، ونسمات هوائه، وإذا قام بمغادرته أحس بالنقص والحنين للعودة إليه .
حب الوطن
حب الوطن شعور ينشأ بالفطرة والغريزة منذ ولادة الكائن الحي، وهو موجود في داخل كل شخص منا، بغض النظر عن طبيعة موطنه، ولا يكفي أن تحب وطنك بقلبك، بل يجب عليك أن تفصح عنه، ليس بالكلام أو بالكتابة فقط، بل بأفعالك التي سترتقي به عاليا، وتجعله ذا قيمة، وذلك من خلال اكتساب المهارات والتعلم لتنفيذ ما من شأنه أن يخدم مصلحة الوطن قبل مصالحهم الشخصية، والالتزام بقوانينه والمحافظة عليه وعلى منشآته، وأن يسود هناك جو من التعاون وحسن التعامل مع الآخرين.
الانتماء للوطن
إن حب الوطن أمر مرتبط بالانتماء إليه، فالإنسان بطبيعته يتأثر بالمكان الذي ولد فيه ونشأ وعاش على ترابه، ومن هنا يقع على الأهل عاتق تنشئة أبنائهم تنشئة اجتماعية صحيحة تزرع فيهم الانتماء للوطن، وتلبية مصالحه واحتياجاته وتعزيز وطنيتهم .
ومن هنا تأتي الرغبة في أن تسود المحبة والمودة بين أبناء الوطن، وأن يكون هناك جو من التعاون ليكونوا متماسكين في مواجهة المصاعب والظروف المختلفة، وأن يعيش جميع أبناء الوطن حياة كريمة، من خلال معرفة الحقوق والواجبات والقيام بها، ومن هنا أيضا يجب على الأهل أن يغرسوا قيم المساهمة في بناء الوطن بالعلم، والدراسة، والتنفيذ، والنجاح وأن يتعلموا شعور المسؤولية تجاهه؛ لتحقيق سيادته والارتقاء به.
يأتي زمان على الوطن يكابد فيه ظروفا صعبة ومحنا كثيرة، ومن واجبك أن تبين لهذا الوطن انتماءك له مهما أثرت هذه الظروف على حياتك المعيشية، وأن تمرس نفسك على الصبر، والتضحية من أجله بتقديم كل ما تستطيع المساعدة به والدفاع عنه، من أجل الحفاظ عليه والسعي به نحو الأفضل.
يبدي بعض الأشخاص حبهم للوطن وانتماءهم إليه بالكتابة عنه في التاريخ، ذاكرين أهم مزاياه وتراثه الأصيل، ليبقى خالدا في العقول، وتقرأ عنه جميع الأجيال الجديدة، ولتعرف معالم هذا الوطن وسماته ومميزاته وحضاراته وعظمة تاريخه وعراقته، وأصالة شعبه ونضالهم من أجله، مما يعزز انتماء باقي الأفراد له، ويشجعهم ذلك على الارتباط به والتمسك فيه.