التطور التكنولوجي والمجتمع
تميز مجتمعنا العربي منذ عصوره القديمة وحتى الآن بقدرته على تحصين نفسه من التأثيرات الغربية عليه، والتي خضع لها في فترات الاستعمار التي امتدت عقودا طويلة، إلا أنه عجز عن تحقيق ذلك عند غزو التكنولوجيا الحديثة لمجتمعاته وأسره، حيث تمكنت وسائل التكنولوجيا المختلفة من السيطرة على حياة المجتمعات العربية وطريقة سيرها خلال فترة قصيرة من دخولها إليها، سواء من خلال أجهزة التلفاز والإذاعات والتي لعبت دورا رئيسيا في دخول العولمة إلى المجتمعات العربية، حتى قدوم الإنترنت والإدمان على استخدامه عبر الأجهزة المحمولة والأجهزة الذكية المختلفة، والتي سيطرت بشكل كامل على عدد كبير من فئات المجتمع وبالأخص الفئات الشابة والمراهقة.
أثر التكنولوجيا على المجتمع
ساعد التطور الكبير والسريع في الوسائل التكنولوجية المختلفة وانتشارها الكبير بين جميع المجتمعات على تركها لعدد من الآثار الواضحة على هذه المجتمعات، وعلى الرغم من الآثار الإيجابية التي تسببت بها التكنولوجيا للمجتمعات إلا أن الاستخدام غير الموجه لها في العديد من المجتمعات ساعد في تركها للكثير من الآثار السلبية.
الأثر الإيجابي للتكنولوجيا على المجتمع
- تقريب الشعوب واختصار المسافات، ساعد التطور التكنولوجي في تعارف الشعوب على بعضها البعض دون الاضطرار إلى السفر والترحال، وذلك من خلال تكوين الصداقات والعلاقات ما بين الناس في مختلف بلدان العالم.
- تطور المجال الثقافي، ساعدت الموسوعات والكتب الرقمية المنتشرة على شبكة الإنترنت في زيادة معدل القراء، والكتاب في العديد من المجتمعات، بالإضافة إلى تقوية وتنمية أساليب الإنشاء والتعبير لدى العديد من أفرادها.
- تطوير الجانب الاقتصادي: استغل البعض التكنولوجيا في تحقيق الربح المادي والذي تعود على المجتمع بفائدة كبيرة، نتيجة لتشغيل الفئات العاطلة عن العمل وغيرهم من حملة الشهادات العليا.
الأثر السلبي للتكنولوجيا على المجتمع
- تقطيع العلاقات الاجتماعية والأسرية: تسبب الاستخدام السلبي للتكنولوجيا في تقطع العلاقات الاجتماعية والأسرية، وانشغال أفراد العائلة عن بعضهم البعض باستخدام أجهزة التكنولوجيا المختلفة للتسلية وقضاء الوقت، بالإضافة إلى اقتصار العلاقات الاجتماعية على المكالمات الهاتفية والرسائل النصية.
- التطبع بطباع جديدة: ساهم التطور التكنولوجي في التعرف على عادات وطباع المجتمعات المختلفة، والتي تشربتها نسبة كبيرة من الفئات الشابة والمراهقة وتطبعت بها، مع ابتعادهم عن عاداتهم وتقاليدهم التي نشؤوا وتربوا عليها.
- خمول العقل والجسد، تسبب التطور التكنولوجي في خمول وكسل جسدي واضح بسبب التسوق الإلكتروني المنتشر بشكل واسع والطلبات التي تصل لباب البيت كطلبات الخضار وغيرها من مستلزمات البيت، بالإضافة إلى الخمول العقلي والذي ننتج عن الاستخدام الدائم للآلات الحاسبة وشبكة الإنترنت للحصول على النتائج الحسابية والمعلومات بسهولة دون الحاجة للتفكير والبحث.