صرَّح رسول الله (صلى الله علىه وسلم) بأن الدعاء عبادة، فعن النعمان بن بشير (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صلى الله علىه وسلم) قال: “الدعاء هو العبادة.” رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد
دعاء الخروج من المنزل
علم النبي (صلى الله علىه وسلم) المسلمين دعاء عند الخروج من البيت بأن يذكروا الله (سبحانه وتعالى) بأذكار الخروج من المنزل وهذا لما في أدعية الخروج من المنزل من فضل عظيم.
ويكون الدعاء عند الخروج من المنزل أو الدعاء قبل الخروج من المنزل، فلابد أن يذكر المسلم ربه عند دخوله أو خروجه من بيته ليظل لسانه رطبًا بذكر الله وليكتبه الله من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.
دعاء الخروج من المنزل مكتوب
ووردت أحاديث وأدعية عند الخروج من البيت فكان رسول الله (صلى الله علىه وسلم) يداوم علىها كلها أو على بعضها فنذكر منها بعض أذكار الخروج من البيت:
- كان رسول الله (صلى الله علىه وسلم) يحافظ على صلاة ركعتين قبل أن يخرج من بيته، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله علىه وسلم) قال: “إِذَا خَرجْتَ مِنْ مَنْزِلَكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْن، تَمْنَعانِك مَخْرجَ السُّوءِ، وَإِذَا دَخَلتَ إِلَى مَنْزِلِكَ فَصَلِّ رَكْعَتين، تَمْنَعانِكَ مَدْخَلَ السُّوءِ.” رواه البزار والبيهقي وحسنه الألباني
- وكان (صلى الله علىه وسلم) يقول ايضا جاء عن أمِّ المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها) قالت: ما خرج النبي (صلى الله علىه وسلم) من بيتي قطُّ إلا رفع طَرْفَهُ الى السماء فقال: “اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَو أُضَلَّ، أَو أَزِلَّ، أَو أُزَلَّ، أَو أَظْلِمَ، أَو أُظْلَمَ، أَو أَجْهَلَ، أَو يُجْهَلَ عَلَيَّ.” رواه أبو داود وصححه الألباني
دعاء عند الخروج من المنزل
- ويستحب لمن يخرج من بيته أن يقول ذكر الخروج من المنزل، فيروي خادم النبي أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله علىه وسلم) قال: “إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، ولاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟” رواه أبو داود وصححه الألباني، وروى ابن ماجة نحو هذا الحديث عن أبي هريرة (رضي الله عنه).
دعاء الخروج من المنزل للأطفال
- ينبغي أن يتم تعلىم آداب الخروج من المنزل للأطفال ويدرب الطفل على قول آداب وأذكار الخروج من المنزل، وهذا لكي يعتادها وخاصة أنها قليلة العبارات.
- ويمكن أن يتخير الأب منها ذكرًا واحدًا سهلًا فيقوله، فيكون مثلا: “بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، ولاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ”، فهما جملتان فقط ويمكن بالتكرار أن يحفظهما الطفل بكل سهولة، ويمكن تعلىمها له عمليًا.
- فكلما خرج الطفل مع والده أو والدته يتوقف الوالد عند باب البيت قبل أن يقدما خطوة لخارج البيت أو قبل أن تتحرك السيارة ويقول الدعاء بصوت مسموع فيتعلمه الطفل عمليًا.
- ويمكن أن يكمله بالدعاء الآخر: “اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَو أُضَلَّ، أَو أَزِلَّ، أَو أُزَلَّ، أَو أَظْلِمَ، أَو أُظْلَمَ، أَو أَجْهَلَ، أَو يُجْهَلَ عَلَيَّ”، حتى وإن لم يحفظه الطفل سيتذكره يومًا ما عندما يسمعه وسيردده بسهولة.
- وحبذا إن استعد الأب للخروج واستغل لهفة الطفل للخروج لشيء يحبه ثم يقول له انتظر حتى أصلي ركعتين قبل الخروج فهما من سنة النبي (صلى الله علىه وسلم)، وليتيقن الأب أن أطفاله لن تنسى هاتين الركعتين وسيذكران الأبوين بهما لو نسيهما.
دعاء الخروج من المنزل للسفر أو للعمل
قد يكون الخروج من المنزل لسفر أو لعمل، فينبغي أن يصلي المسلم ركعتين ثم يقول المسلم دعاء الخروج من البيت ثم يحرص على تدبر عبارات الدعاء عند ترديده.
فعندما يقول توكلت على الله يستشعر أنه خارج للقاء الناس وهو متوكل على الله ومن توكل على الله كفاه وأغناه وهداه ووقاه من كل سوء، وينبغي أن يتدبر الدعاء الآخر فيستعيذ بالله أن يضل أحدًا أو يُضله أحد، وهكذا يتدبر كل كلمة في دعاء الخروج من المنزل للعمل ولا يرددها كذكر يخرج من لسانه بلا شعور بالمعنى.
وإذا كان خارجًا لسفر لا ينسى أن يزيد علىه دعاء السفر وأن يستودع أهله وماله وأحبابه وديعة عند الله، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله علىه وسلم) قال: “من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.” رواه الإمام أحمد
فإن الله هو خير من يحفظ الودائع، فعن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صلى الله علىه وسلم) قال: “إن الله إذا استُودِع شيئًا حفظه.” رواه الإمام أحمد، فهذا يطمئن قلب المسلم فيثق أن مكروهًا لن يصيبه فهو في حفظ الله وصف دعاء الخروج من المنزل
فضل دعاء الخروج من المنزل
لدعاء الخروج من المنزل فضل عظيم إذ يحقق الله به أن يكفى الإنسان من كل شيء وأن يهديه الى كل خير وأن يَقِيه من كل شر، وأن يحفظ الله له أهله وماله وأحبابه عندما يستودعهم الله، وأن يضمن أن يوقيه شر نفسه فلا يؤذي أحدًا ولا يظلم ولا يتصرف بجهل يعود علىه أو على أي إنسان بالضرر، ايضا يضمن له أن يوقي شر غيره من الناس فلا يؤذونه ولا يظلمونه ولا يتصرفون معه بجهل بتصرف يعود علىه أو علىهم بالضرر.