الاحلام لقد كانت ظاهرة الاحلام ولا زالت معقل الكثير من الكتاب والفلاسفة والباحثين و علماء النفس ، وتفسير الاحلام هو هاجس العنصر البشري منذ فجر التاريخ الاممي ، ولكل مجتمع منهج وعلم وثقافة للتعامل مع الاحلام .
تعرف على ما هى المناهج التي اولت الاحلام الاهتمام ؟
1. المنهج الديني لقد ورد في القرأن الكريم و التوراة قصة سيدنا يوسف عليه السلام على ان معجزته الاساسية هي تأويل الاحلام وكلمة تأويل في اللغة العربية تعني التفسير و معاينة المشهد الحسي واستخراج فحوى الجملة الكلامية وايرادها الى معناها الاساسي الذي لا شك فيه وأعطاء القارئ او المشاهد المعنى الخفي غير المنظور و أعطاء الكلمة المبهمة او الجملة ذات القالب المختصر معناها الحقيقي الذي لا لبس فيه
وورد في القرأن الكريم قصة النبي يوسف عليه السلام مع ابيه حيث قال تعالى : ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين * قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) صدق الله العظيم
وقال تعالى في محكم التنزيل على ان سيدنا يوسف كانت من معجزاته تفسير الاحلام حيث قال تعالى ( كذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ) صدق الله العظيم ، ولقد ورد ان النبي يوسف عليه السلام في خلال حياته قد تعرض للحلم هو شخصيا و ان اخرين قد تعرضوا للاحلام في نفس عصره وقام بتفسيرها ونذكر من ذلك قصته مع الملك و قصته مع السجينين في الزنزانه، والثابت في الدين الاسلامي ان الحلم هو حقيقة و ان موضوع التفسر وتأويل الاحلام هو علم بحد ذاته
من الذي يحق له التفسير في الدين الاسلامي و يأخذ برأيه ؟
قال تعالى في سورة يوسف في حق المؤهل للتفسير ومن يؤخذ في رأيه ، ان الشرط الاساسي لمن يراد له حق التفسير ( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين )
وكما نلاحظ المسألة من القرأن الكريم لقد عاش صاحبي السجن مع سيدنا يوسف وشاهدا بأم اعينهم انه كان من المحسنين و ذو علم واطلاع، وعند سؤالهما قال كما ورد في القرأن الكريم
1. ( قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون)
الشروط:
1.1. أذا فهو علم الهي ( حيث قال ذلك مما علمني ربي )
1.2. هذا العلم الالهي لا يأتي لشخص غير مؤمن ومتبع للمنهج الحقيق لله تعالى حيث قال إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله
ولقد ورد ايضا في القرأن الكريم عن سيدنا ابراهيم عليه السلام حيث قال ( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ) صدق الله العظيم
فالثابت في القرأن الكريم ان الاحلام لها تأويل وتفسير وعلم ليس من حظ اي شخص يديعي ذلك بل هو علم الهي ينزله الله على من يشاء من عباده ويجتبيهم اليه فور تحقيق شروط معينه
ولقد اولى علماء المسلمين الحظ الوافر من الكتب القيمة في تفسير الاحلام ووضع ذلك بأبواب من اسماء الفاكهة او علامات و دلائل معينة او حيوانات .
2. المنهج النفسي :لقد افرد الكثير من علماء النفس الكتب التحليلية الكثيرة في تفسير ظاهرة الحلم ولا يسع المجال لذكر الكثير ولكن سنذكر منهج عالم النفس الشهير فرويد حيث افرد كتاب كامل في الاحلام
ولقد وجد فرويد في مسعاه ان الحلم هو ظاهرة ناتجه من ظهور المشاهد الحسية من العقل الباطن التي لا يريد الانسان ان يفكر بها في حالة اليقظة حتى انه ذكر ان العديد من الناس يحرمون على انفسهم حتى التفكير بها لو للحظة، والمسؤول عن ذلك بما يسمى الانا الاعلى اما العقل الباطن فيسمى الانا الادنى او الانا الهو حيث يسطر الانا الاعلى وهو ( الاخلاق ، الدين ، الاعراف ، الثقافة ، المبادئ الاساسية ، الضمير ) على العقل الباطن الذي يحتوي على الرغبات والشهوات والاحاسيس البدائية وغيرها. و السبيل الوحيد للعقل الباطن للتحرك هو حالة النوم حيث يكون الانا الاعلى في اضعف حالته ولا تأثير ونتائج لديه فتظهر جميع مكنونات النفس على اشكال تلبس فيها اقنعة ولا تأتي بشكلها المباشرة فتظهر الكوابيس والعلامات و دلائل والمشاهد الغامظة التي تنفس القليل عن الصراع الدخلي الذي يعيشه العقل الباطن ، فتارة يظهر في الحلم ان الشخص يطير او ان الشخص يقطع يده او ان الشخص يعيش في برج عاجي
ولقد اولى فرويد في كتابه الكثير من الحالات التي كانت ترتاد عيادته لمعاجتلها نفسيا وقد كان استفساره عن الاحلام في حال قدوم المريض الى عيادته منهج من مناهج عديدة لمساعدته في فهم الحالة جيدا
3. مهنج الفلسفة :لقد اولى الكثير من علماء الفلسفة الكثير من الكتابات التي من شأنها فهم ظاهرة الحلم وطريقة كيف تنشأ وطريقة كيف تفسر ، ولقد كتب فريدرك نيتشه الفليسوف الالماني كتابات عديدة جدا ، وخاصة في كتابه " انساني مفرط في الانسانية " نصيب لا يستاهن به ، حيث اورد ان الانسان عندما يدخل في حالة النوم وخاصة بعد لبس الملابس الواسعة والفضفاضه و لا يكون في الاقدام اي شيء على الاطلاق والاستلقاء بطريقة عكيسة للوقف تنشأ ما يسمى الحلم حيث ان الانسان طوال يومه في حركة دائمة وعلى الدوام في اما في حالة وقوف او جلوس ويلبس ملابس تناسب المهنة او المجتمع الذي يعيش فيه وهذا ما لا يكون مألوف للجسم خلال هذه الساعات الطويله، وعند النوم تنعكس الحالة فجأيا و يدخل الانسان حالة من الراحه غير مسبوقه في اخر الليل وهذا ما لا يستوعبه الدماغ مباشرة فتنشأ ما تسمى الاحلام ، واضاف ان النائم يتحكم في احلامه ظروف النوم والملابس التي يلبسها و الاصوت التي تكون في بيئة النوم مثل خرير الماء او صوت كلام في جانبه او ضيق الملايس او برودة الجو ... فتكون مادة ملائمة للحلم حتى يستطيع الدماغ معالجتها ، لان الدماغ اذا استقبل مادة حسية بدون تحليل يضج ولا يستطيع الراحة حتى يؤمن القليل القليل من التفسير لما يشعر به الجسم او ما يجول حول النائم من حركة او اصوات
ولقد افرد ايضا فصل خاص بما يسمى العملية الفكرية للانسان في حالةالنوم حيث ان الانسان في حياته اليومية يتعرض لكثير من المشاهد والاخبار التي لا يوليها الاهتمام وتركن على الجانب وفي حالة النوم لا يكون العقل قد انهى مهمته مما يؤدي الى اعادة ظهورها اثناء النوم واعادة ترتيبها والتفكير بها بطريقة تسمح للعقل التخلص منها وتخزينها وفهمها على الاقل ولو بصورة خاطئة ! مما يشكل الحلم او الكابوس .
4. الابحاث العلمية في الاعصاب :لقد اولى علماء الاعصاب الكثير من الحبث في العملية الذهنية للنائم، فقد صدرت العديد من المجلات العلمية ان الانسان عندما يدخل في حالة النوم ينقسم النوم الى حالتين بفعل تنشط الدماغ اثناء النوم
فيقسم النوم الى قسمين ( النوم البطيء و النوم السريع ) ، فالساعة عند النائم تقسم الى اربعة ارباع ارباع
الاول وهو النوم السريع حيث يتنشط فيها الدماغ لتفقد العمليات الحيوية وحرارة الجسم ويقوم بتنظيمها وهذا هو الوقت الحيوي لظهور الحلم اما الثلاثة الارباع الباقية وهي النوم البطيء هي اللحظات التي يغط فيها الانسان في النوم العميق ويكون فيها الدماغ في ادنى مستوياته.
العالم المعاصر :لا تزال ظاهرة الحلم الغز الشائك وتفسير الاحلام الغز الاكبر ولا تزال الابحاث قائمة ولا يزال الانسان المعاصر يبحث منهمك جدا في هذا الموضوع ، حيث ان العديد من المجلات العلمية لا تزال تطلب من العديد من الباحثين البحث في الموضوع بشكل اكبر لفهم العقل والدماغ بشكل افضل ، فقديما كان يتعامل الانسان مع الحلم انه عالم علوي يخص الالهة و الارواح لناس رحلوا عن الدنيا ورسائل موجهة لهم وتقدم العلم الحالي حتى وصلنا دينيا ونفسيا وفلسفيا و عصبيا في العلوم الى هنا .
