الأحلام جمع حلـم، هناك من عرفها على أنها سلسلة من التخيلات التي تحصل لدى الشخص أثناء النوم، وهناك من رأى أنها نشاط تفكيري قد يحدث نتيجة استجابة لمنبه ما أو دافع معين، ولكن ما يتفق عليه الجميع أن الأحلام بشكل عام تأتي أثناء النوم، وهي عادة تكون بارة عن أحداث أو مواقف غير مترابطة وغير منطقية، ولكنها تبدو منطقية بشكل كبير أثناء الحلم، ويلغي هذه المنطقية والترابط استرجاعها من قبل الشخص بعد أن يستيقظ من نومه ويستذكر الحلم. وقد اختلف العلماء بالسبب المباشر الذي يؤدي إلى رؤية الأحلام، ففرويد قال إنها وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون إشباعها صعبا في الواقع، فمن كان يرجو أن يكون غنيا أو أن يتزوج امرأة معينة ولا يستطيع تحقيق ذلك في واقعه؛ فإن هذه الرغبات تصبح حقيقة في هذا الحلم الذي يعيشه. ومنهم من قال إنها عبارة عن تذكر أحداث سابقة تركت أثرا على نفسية الحالم. ومنهم من قال إنها نتيجة التفكير في موضوع معين كان يشغل بال الحالم قبل النوم، فعند الدخول في النوم تأتيه تلك المسألة على شكل حلم.
ودراسة الأحلام ومحاولة تفسيرها ليست بالأمر الحديث، فلقد اهتمت الحضارة السومرية التي هي أقد حضارة عرفتها البشرية بدراسة الأحلام وتفسيراتها. كما كان الإغريق يعتبرون الأحلام هبة من عند الآلهة ترسلها لكشف أمر معين أو إيصال معلومات للبشر أو زرع رسالة معينة في عقل الشخص النائم. في التاريخ الإسلامي؛ اهتم العلماء بالأحلام وتفسيرها، وتحليلها ووضع تقسيمات لها؛ ومحاولة معرفة أسبابها، ومن أهم هؤلاء العلماء والذين كتبوا كتبا في تفسير الأحلام ابن سيرين وابن خلدون وابن عربي والنابلسي، وغيرهم الكثير ممن شغلهم هذا المجال.
وفي تقسيم الأحلام، لا أجد خيرا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال عن الأحلام (إ إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث المرء نفسه فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس). قسم النبي عليه الصلاة والسلام إلى ثلاثة أقسام، الأول وتسمى الرؤيا، وهي الرؤية الصالحة وتكون من الله سبحانه وتعالى، فيشاهد الحالم أمرا محببا إليه، وقد يراد به التبشير بأمر ما أو التحذير من أمر ما. والثاني هو الحلم أي ما يراه النائم من مكروه وهو من الشيطان، ومن السنة أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند إفاقته وينفث عن شماله ثلاثا وينام على جنبه الآخر، وكذلك لا يحدث به أحدا. أما النوع الثالث فهو حديث النفس، وهي إسقاطات من الواقع تأتي أثناء النوم على شكل أحلام، فهي عبارة عن رغبات مكبوتة أو أماني غير محققة لدى الشخص أو مخاوف تنتابه أو أمر يشغل باله بشدة، فتأتيه أثناء نومه على شكل أحلام وهي مما لا معنى له ولا تفسير.