مدينة طرابزون
تعد مدينة طرابزون الموجودة في الدولة التركية إحدى أهم المدن الواقعة على طريق الحرير، هذا الطريق التاريخي القديم، وهي بذلك تعتبر البوابة التجارية الأهم للدولة الإيرانية، إضافة لكونها من المدن الساحلية الجميلة والتي تستهوي عشاق الإطلالات الساحرة وجمال البلاد الطبيعي.
موقع مدينة طرابزون
تقع مدينة طرابزون في القسم الآسيوي من الدولة التركية، إلى الجهة الشمالية الشرقية منها؛ حيث تعد مدينة ساحلية على البحر الأسود، وتشكل هذه المدينة المركز لمحافظة طرابزون، ونجد دولة إيران في الجهة الجنوبية الشرقية منها، وبلاد القوقاز في الجهة الشمالية الشرقية. يتجاوز عدد سكان مدينة طرابزون مئتي وأربعة عشر ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين ألف نسمة، وأغلبية سكانها من الأتراك، وأيضا من اليونان، إضافة للبنطيون.
تاريخ مدينة طرابزون
إن أول من عمر هذه المدينة هم تجار ملطية، وكان ذلك في القرن الثامن لما قبل الميلاد، وظلت لسنوات عديدة تعتبر بلدة يونانية، إلى أن قام اليونان عام خمسة وستين لما قبل الميلاد باحتلالها لتصبح مدينة رومانية.
تم في عام ألف وأربعمئة وواحد وستين للميلاد الاستيلاء عليها من قبل بايزيد الثاني -وهو أحد السلاطين العثمانيين- حيث نصب ولده سليم حاكما على طرابزون، والذي أصبح فيما بعد السلطان سليم الأول، ورزق في عام ألف وأربعمئة وخمسة وتسعين للميلاد بولده سليمان، والذي أصبح لاحقا سلطانا، ويعرف باسم سليمان القانوني.
أصل التسمية
طرابزون هي التسمية التركية للمدينة، وقد كانت تعرف عبر التاريخ بعدة أسماء؛ كترابيزوس وأيضا تريبيزوند، وعرفت بترابيزوند، وأيضا تريبيسوندي، أما في اللغة اللاتينية فقد كانت تدعى ترابيزوس وهي محولة عن اللغة اليونانية القديمة والتي تعني جدول، أما في اليونانية الحديثة فإنها عرفت بترابيزوندا، أما الفارسيون والعثمانيون فكانوا يكتبونها طربزون، وخلال الفترة العثمانية استعملت كتسمية لها طارا بوزون.
حسب اللغة اللازية سميت هذه المدينة بطراب وزاني، وحسب اللفظة الجورجية فإنها كانت طراب زوني، أما الأرمن فإنهم أقرب إلى العثمانيين في تسميتها؛ حيث عرفت بطرابزون، إلا أن بعض المراجع تشير إلى كاهن أرمني ذكر اسمها بأوزينيس.
التعليم في طرابزون
لا شك بأن الدولة أدركت أهمية وفائدة هذه المدينة العريقة، ولذلك عملت على بناء أهم جامعة فيها، وهي جامعة البحر الأسود التقنية، والتي تستقطب الطلاب من كافة أنحاء الدولة التركية، وخاصة الوافدين إليها من منطقة البحر الأسود، وأيضا من المناطق الواقعة في شرق الأناضول، إضافة إلى الطلاب الذين يقصدونها من المناطق التركية الواقعة في آسيا الوسطى.