لا زال المختصون بالصحة و التغذية يعانون من مشكلة عدم وجود مقياس مناسب للسمنة, فالوزن, و مقياس مؤشر الجسم, نسبة الدهون في الجسم, وغيرها, قد تكون مقاييس مفيدة حينما نتحدث عن المظهر أو الشكل العام للجسم, و لكن من وجهة نظر صحية بحتة, فإن هذه المؤشرات لا تعطي انطباعا حقيقيا عنما إذا كان الوضع الحالي للجسم من حيث السمنة وزيادة الوزن يعد خطرا من الناحية الصحية على الشخص أما لا.
في المؤتمر الأروبي للسمنة الذي أقيم في ليون, فرنسا, راجع الباحثون أكثر من 31 ورقة عمل تتحدث عن المقياس المناسب لاحتساب مقدار السمنة وزيادة الوزن و ارتباطها بالمخاطر الصحية, منها معدل كتلة الجسم, نسبة الدهون و محيط الخصر, و تبين أن مقياس محيط الخصر هو الأكثر فعالية في تقدير مستوى الخطورة الصحية للسمنة على الجسم, فهو الأكثر ارتباطا بالإصابة ببعض الأمراض المتعلقة بالسمنة وزيادة الوزن مثل ارتفاع ضغط الدم, و داء السكري من النوع الثاني.
كشفت نتائج هذا المؤتمر عن أهمية وفائدة مقياس محيط الخصر, وتفوقه على المقاييس الأخرى, و التي يعد مؤشر كتلة الجسم أشهرها و أكثرها شعبية, و الذي قد يعطي إشارات خاطئة من حيث تأثير ونتائج وضع الجسم الحالي على الصحة, فمثلا قد يشير إلى وجود خطر بسبب قيمة الؤشر العالية, معتمدا بذلك على حسابات تربط الوزن و الطول, و لا تميز بين الوزن الناتج عن الكتلة العضلية أو التراكم الدهني, كما أنه لا يأخذ أماكن وجود الدهون بعين الاعتبار, بالرغم من أن الدهون المتراكمة في الأطراف أقل خطورة على الصحة, بينما يقيس محيط الخصر تراكم الدهون في منطقة البطن, و يعطي انطباعا جيدا عن وجود دهون حشوية, أي في مناطق تواجد الأعضاء الحيوية في الجسم, و التي يعد تراكم الدهون حولها, معيقا لعملها, و بالتالية الإصابة بأمراض السمنة وزيادة الوزن المتخلفة, مثل ضغط الدم, السكري, و أمراض الأوعية الدموية والقلب والشرايين.
و يرى الباحثون أن محيط الخصر الأمن عند الرجال يجب أن لا يتجاوز 40 أنش, و أن لا يتجاوز عند النساء 35 أنش, و كلما كنا أقل منها كلما كنا بصحة أفضل, و أقل عرضة للإصابة بأمراض السمنة وزيادة الوزن المختلفة.