الفن التجريدي
أحد أنواع الفن الذي ترتكز بالمرتبة الأولى على رسم الأشكال والنماذج المجردة تماماً بشكلٍ متباعد عن التشابه مع الشخصيات أو المرئيات سواء بأشكالها الطبيعية أو الواقعية، لذلك فإن الفن التجريدي وأنواعه يعتمد على مبدأ اختزال الأفكار وتشكيلها بواسطة الألوان دون إبراز الخطوط وتوضيحها عند الرسم؛ لذلك فإنه الفنان الذي يمتهن الفن التجريدي وأنواعه يحظى بميزة القدرة على رسم كل ما يخطر على باله من أشكال سواء كانت خيالية أو واقعية، ويرجع تاريخ ظهوره إلى القرن العشرين وتحديداً سنة 1910م وجاءت فكرته من تسميته حيث يشير مصطلح التجريد إلى تحرير الشكل أو تخليصه من أي تشابه مع الواقع والحقيقة.
الفن التجريدي وأنواعه
سنتحدث في هذا المقال عن الفن التجريدي وأنواعه المختلفة التي ظهرت على مر العصور، وهي:
- الرؤية التجريدية المطلقة: ظهر هذا النوع في أوائل ظهور الفن التجريدي وأنواعه سنة 1910م على يد أصحاب المدرسة التجريدية، وأكدوا فيه على أن الرسالة الفنية لا ترتكز فقط على التلخيص أو إعادة إعطاء الأشياء الحقيقية أشكالاً جديدة بل أنها تتجاوز ذلك ليصبح التعبير عنها من وحي الحقيقة المطلقة، وبناءً على ما تقدم فقد ارتكز روّاد هذا النوع على كل من الخطوط العمودية والأفقية إلى جانبِ الألوان الأساسية، ومن أكثر رواد المدرسة التجريدية شهرةً هو الفنان الكبير بيت مونديريان.
- الرؤية التجريدية التكعيبية: انطلق هذا النوع من باريس سنة 1908م، وتجلّت الرؤية افنية التجريدية بشكل كبير سنة 1914م، ويشار إلى أنها قد حافظت على مكانتها المرموقة وتأثيرها الكبير على الفنانين حتى الوقت الحالي في كافة أنحاء العالم، وتعتبر بمثابة رؤية فنية تسعى إلى تجريد الأشكال تبعاً للرؤية التكعيبية التي تعمل على تحليل الأشكال إلى زوايا وخطوط أولية، ومن رواد هذه المدرسة الفنانين بابلو بيكاسو وجورج براك.
- الرؤية التعبيرية التجريدية: تأتي الرؤية التعبيرية التجريدية في المرتبة الثالثة في عالم الفن التجريدي وأنواعه، ويمتاز بجعله للفنان معتمداً تماماً على الرؤية التجريدية خلال رسمه مع الحفاظ على إبراز مشهد محدد وتصويره بطريقة معينة بواسطة الفرشاة واللون المحدد للوحة بأسلوب واضح، وتنشطر الرؤية التعبيرية إلى قسمين رئيسييّن وهما:
مدرسة الفن التجريدي
تعتبر مدرسة الفن التجريدي مسقط رأس الفن التجريدي وأنواعه المختلفة، إذ حرصت في بداية الأمر على إيلاء الزوايا الهندسية والأصول الطبيعية الإهتمام الكبير لتحويلها إلى مناظر خلابة، ويشار إلى أن اللوحة التجريدية تظهر على هيئة قصاصات ورقية متكدسة فوق بعضها البعض أو جبالاً من الصخور المتراكمة، ويعد ظهور هذه المدرسة بمثابة تأكيد على تطور الفن وتاريخه في أواخر العصور.