الشعر العربي
يزخرُ الشعرُ العربيّ بآلافِ القصائد الرصينة والقويّة التي ذاع صيتُها في الأرجاء، ويُعدّ الشعر العربي بمثابة مرجعيّة للتاريخ والأدب، وهو موجودٌ منذ القدم حيث كان القدماء يتفاخرون بشعرائهم وكانت القبائل العربية تعدُّ الشاعر صاحب مكانة كبيرة، ومن أشهر الشعراء والأدباء العرب القدماء المشهورين الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي وضع علم العروض، وفي هذا المقال سيتم ذكر شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي.
نبذة عن الخليل بن أحمد الفراهيدي
وُلدَ في البصرةِ في عام 100 من الهجرة وتوفّي في عام 170 من الهجرة، ويُعدّ من أهم أئمّة الأدب واللغة، وأول من وضع علم العروض حيث استدلّ عليه من الموسيقى، وهو أستاذ عالم النحو سيبويه، وقد وضع أوزانًا شعرية لم تكن معروفة عند العرب، وله العديدُ من المؤلّفات، منها: كتاب العين وهو كتاب يبحثُ في اللغة، وكتاب النغم وكتاب حملة آلات العرب.
أبيات من شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي
يوجدُ الكثير من أبيات الشعر التي قالها الفراهيدي، وهو أول من قام بجمع حروف المعجم وضمَّنها في بيتٍ واحدٍ من الشعر، وهو من البحر البسيط وهذا البيت هو: صِفْ خَلْقَ خَودٍ كَمِثْلِ الشَمْسِ إِذْ بَزَغَتْ يَحْظَى الضَجِيعُ بِهَا نَجْلَاءَ مِعْطَارُ، أما اجمل وافضل ما وضع من أبيات شعر فهي كما يأتي:
- أبيات من شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي على البحر الكامل:
لَو كُنتَ تَعلَمُ ما أَقولُ عَذَرتَني أَو كُنتَ تَعلَمُ ما تَقولُ عَذَلتُكا
لِكِن جَهِلتَ مَقالَتي فَعَذَلتَني وَعَلِمتُ أَنَّكَ جاهِلٌ فَعَذَرتُكا - البحر الكامل:
أَبلِغ سُلَيمانَ أَنّي عَنهُ في سَعَةٍ وَفي غِنىً غَيرَ أَنّي لَستُ ذا مالِ
سَخّى بِنَفسي أَنّي لا أَرى أَحَدًا يَموتُ هَزلاً وَلا يَبقى عَلى حالِ
وَإِنَّ بَينَ الغِنى وَالفَقرِ مَنزِلَة مَخطومَةً بِجَديدٍ لَيسَ بِالبالي
الرِزقُ عَن قَدَرٍ لا الضَعفُ يَنقُصُهُ وَلا يَزيدُكَ فيهِ حَولُ مُحتالِ
إِن كانَ ضَنُّ سُلَيمانَ بِنائِلِهِ فَاللَهِ أَفضَلُ مَسؤولٍ لِسُؤالِ
وَالفَقرُ في النَفسِ لا في المالِ نَعرِفُهُ وَمِثلُ ذاكَ الغِنى في النَفسِ لا المالِ
وَالمالَ يَغشى أُناساً لا خَلاقَ لَهُم كَالسيلِ يَغشى أُصولَ الدَندَنِ البالي
كُلُّ اِمرِىءِ بِسَبيلِ المَوتِ مُرتَهِنٌ فَاِعمَل لِنَفسِكَ إِنّي شاغِلٌ بالي - من المتقارب:
إِنَّ الَّذي شَقَّ فَمي ضامِنُ الرِزقِ حَتّى يَتَوَفّاني
حَرَمتَني خَيراً كَثيراً فَما زادَكَ في مالِكَ حِرماني - شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي من البسيط:
اعمَل بِعِلمي وَإِن قَصَّرتُ في عَمَلي يَنفَعكَ عِلمي وَلا يَضرُركَ تَقصيري
وَاُنظَر لِنَفسِكَ فيما أَنتَ فاعِلُهُ مِنَ الأُمورِ وَشَمِّر فَوقَ تَشميري
- شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي من المتقارب:
وَقَبلَكَ داوى الطَبيبُ المَريضَ فَعاشَ المَريضُ وَماتَ الطَبيب
فَكُن مُستَعِدّاً لِداعي الفَناءِ فَإِنَّ الَّذي هُوَ آتٍ قَريب - شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي من الطويل:
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ
وَما الناسُ إِلّا واحِد مِن ثَلاثَة شَريف وَمَشروف وَمَثَلٌ مُقاوِمُ
فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ وَأُتبِعُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ
وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا تَفَضَّلتُ إِنَّ الفَضل بِالعِزّ حاكِمُ
وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن إِجابَتَهِ عَرضي وَإِن لامَ لائِمُ - من الوافر:
وَما شَيءٌ أَحَبَّ إِلى لَئيمٍ إِذا سَبَّ الكِرامَ مِنَ الجَوابِ
مُتارَكَةُ اللَئيمِ بِلا جَوابٍ أَشَدُّ عَلى اللَئيمِ مِنَ السِبابِ - من البسيط:
إِن كُنتَ لَستَ مَعي فَالذِكرُ مِنكَ هُنا يَرعاكَ قَلبي وَإِن غُيِّبتَ عَن بَصَري
العَينُ تَفقِدُ مَن تَهوى وَتُبصِرُهُ وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ - شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي من المتقارب:
يَدَاكَ يَدٌ خَيرُهَا يُرتَجَى وَأُخرَى لِأَعدائِهَا غائِظَه
فَأمَّا الَّتي خَيرُها يُرتَجَى فأجود جوداً من اللافِظَه
وَأَمَّا الَّتي يُتَّقَى شَرُّها فَنَفسُ العَدُوِّ لَها فائِظَه - من الطويل:
وَما بَلَغَ الإِنعامُ في النَفعِ غايَةً مِنَ الفَضلِ إِلّا مَبلَغُ الشُكرِ أَفضَلُ
وَما بَلَغَت أَيدي المُنيلينَ بَسطَةً مِنَ الطَولِ إِلّا بَسطَةُ الشُكرِ أَطوَل
وَما رَجَحَت بِالمَرءِ يَوماً صَنيعَةٌ عَلى المَرءِ إِلّا وَهيَ بِالشُكرِ أَثقَل - من الوافر:
وَما بَقِيَت مِنَ اللَذاتِ إِلّا مُحاوَرَةُ الرِجالِ ذَوي العُقولِ
وَقَد كانوا إِذا عُدّوا قَليلًا فَقَد صاروا أَقَلَّ مِنَ القَليلِ - من البسيط:
رُزِقتُ جوداً وَلَم أُرزَق مُروءَتَهُ وَما المُروءَةُ إِلّا كَثرَةُ المالِ
إِذا أَرَدتُ مُساماةً تُقاعِدني عَمّا يُنَوِّهُ بِاِسمي رِقَّةُ الحالِ - من المتدارك:
سُئِلوا فَأَبَوا فَلَقَد بَخِلوا فَلَبِئسَ لَعَمرُكَ ما فَعَلوا
أَبَكَيتَ عَلى طَلَلٍ طَرَبًا فَشَجاكَ وَأَحزَنَكَ الطَلَلُ