الأخلاق المحمدية
امتاز الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم بالعديد من الصفات والأخلاق الفضيلة منذ صباه وقبل أن يُبعث نبيًّا إلى هذه الأمّ؛ فكان عليه الصلاة والسلام أحسن قومه خلقًا ومروءة وأصدقهم وأكثرهم أمانةً حتى أنّ قومه كانوا ينعتوه الصادق الأمين لما عرفوا عنه من حسن الجوار والمعاشرة، فكرّمه الله عزّ وجل بأن جعله خير البشرية وخاتم الأنبياء والمرسلين، وبقي على هذه المكارم من الأخلاق بعد بعثته عليه الصلاة والسلام فمدحه مئات الشعراء بأبيات منها ما دوّن ومنها ما لم يُدوّن؛ وفي هذا المقال نذكر شعر مدح الرسول.
شعر مدح الرسول
- شعر مدح الرسول للبوصيري الميمية؛
محمد أشرف الأعراب والعجم محمد خير من يمشي على قدم
محمد باسط المعروف جامعه محمد صاحب الإحسان والكرم
محمد تاج رسل الله قاطبة محمد صادق الأقوال والكلم
محمد ثابت الميثاق حافظه محمد طيب الأخلاق والشيم
- قصيدة أحمد شوقي؛
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وسناء
الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والمنتهى والسدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلًا من سلسل واللوح والقلم البديع رواء
يا خير من جاء الوجود تحية من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
بك بشر الله السماء فزينت وتوضأت مسكًا بك الغبراء
يومًا يتيه على الزمان صباحه ومساؤه بمحمد وضّاء
- قصيدة عناقيد الضياء للشاعر صالح العشماوي؛
من ذلك الآتي يمد لليلنا قبسًا سيكشف عن خبايا الدار
من ذلك الآتي يزلزل ملكنا ويرى عبيد القوم كالأحرار
ما باله يتلو كلامًا ساحرًا يغري ويلقي خطبة استنفار
هذا محمد يا قريش كأنكم لم تعرفوه بعفةٍ ووقار
هذا الأمين أتجهلون نقاءه وصفاءه ووفاءه للجار
هذا الصدوق تطهرت أعماقه فأتى ليرفعكم عن الأقذار
طب يا حراء فأنت أول ساحة ستلين فيها قسوة الأحجار
- قصيدة الشاعر يحيى حسن توفيق؛
عز الورود وطال فيك أوام وأرقت وحدي والأنام نيام
ورد الجميع ومن سناك تزودوا وطردت عن نبع السنا وأقاموا
ومنعت حتى أن أحوم ولم أكد وتقطعت نفسي عليك وحاموا
قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقت أبوابك مدحك فالحروف عقام
أدنو فأذكر ما جنيت فأنثني خجلًا تضيق بحملي الأقدام
أمن الحضيض أريد لمسًا للذرى جلّ المقام فلا يطال مقام
وزري يكبلني فيخرسني الأسى فيموت في طرف اللسان كلام
- قصيدة حسان بن ثابت؛
أغرّ عليه للنبوة خاتم من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجًا مستنيرًا وهاديًا يلوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا نارًا وبشّر جنة وعلّمنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عمّرت في الناس أشهد
- قصيدة كعب بن زهير؛
نبئت أنّ رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
مهلًا هداك الذي أعطاك نافلة ال قرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويل
لقد أقوم مقامًا لو يقوم به أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل
لظل يرعد إلّا أن يكون له من الرسول بإذن الله تنويل
حتى وضعت يميني ما أنازعه في كف ذي نقمات قيله القيل
فلهو أخوف عندي إذ أكلمه وقيل إنك منسوب ومسؤول
موقف الرسول من الشعر
ورد في السنة النبوية العديد من المواقف للشعر والشعراء بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام؛ فلم يكن عليه الصلاة والسلام ينهى أو يردع من كان يأتيه بالشعر العفيف؛ فهذا كعب بن زهير كان يلقي بين يدي النبي وفي مسجده وبعد صلاة الفجر قصائده فلا يردعه النبي وإنّما كان يصحح له في بعض الأحيان بعض أبياته، وقد ورد أنّ أهلًا من الحبشة كانوا يرقصون في المسجد ويمتدحون النبي بلغتهم ويقولون:”محمد عبد صالح” فلم ينكر عليهم النبي ذلك، وحينما امتدح العباس بن عبد المطلب النبي بأبياتٍ قال له:”قلها لا يفضض الله فاك”، وقد كان رجال ونساء في عهد النبي عليه الصلاة والسلام يمتدحونه بدجفٍّ وبغير دفٍّ في المسجد وغيره دون أن يُنكر عليهم ذلك، وقد كان يُشير في أكثر من موضع إلى بيت كعب بن زهير:نبّئت أنّ رسول الله أوعدني…والعفو عند رسول الله مأمول، وكان ينبّه الصحابة رضوان الله عليهم إليه.